تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية في الاتفاقيات الحديثة

Abstract

من خلال دراسة موضوع تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية نجد أن من الأمور المستقر عليها هو إجماع على أهمية موضوع تدعيم حقوق الملكية الفكرية وضرورة التركيز وزيادة تدعيم هذه الحقوق بشقيها الأدبي و الفني و الصناعي و التجاري . و لأجل ذلك تبنى المشرع الدولي العديد من الإتفاقيات الدولية منها إتفاقية تريبس و إتفاقيتي الإنترنت الأولى و الثانية , اتفاقية اليونسكو لعام 2005 و اتفاقية الويبو بمراكش و اتفاقية الويبو ببجين لتدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية على الصعيدين الدولي و الوطني من خلال الاتفاق على قواعد عامة تسري على كافة الدول من أجل توفير حماية أوسع نطاق لهذه الحقوق على المستوى الدولي . و لأجل ذلك تبنى المشرع الدولي العديد من الاتفاقيات الدولية منها اتفاقية تريبس و اتفاقيتي الويبو لعام 1996 و اتفاقية اليونسكو لعام 2005 و اتفاقية الويبو بمراكش و اتفاقية الويبو ببجين ورغم تعدد الاتفاقيات الدولية التي جاءت لتدعيم حقوق الملكية الفكرية إلا أنها تبقى قاصرة من عدة جوانب أين نجد أن كل اتفاقية شملت نوع واحد أو جانب واحد من هذه الحقوق كاتفاقية تريبس التي ركزت على الجانب التجاري لهذه الحقوق وكذلك اتفاقية الإنترنت الأولى التي خصت لحقوق المؤلف على شبكة الانترنت و اتفاقية الانترنت الثانية التي خصت الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف و اتفاقية اليونسكو لعام 2005 و اتفاقية مراكش و بيجن . ولكن الملحوظ من خلال تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية أن اتفاقية تريبس جاءت بقواعد قانونية لم تتضمنها ولم تنص عليها أية اتفاقية من قبل , ورغم ما اشتملته هذه الاتفاقية من تدعيم لحماية حقوق الملكية الفكرية التي تعمل في إطار المنظمة العالمية للتجارة , إلا أنه يعاب عليها بعض النقائص وتظهر أكثر باهتمامها 57

بالمسائل التجارية في حين كان الأجدر بها أن لا تهمل الحقوق الأدبية و الفنية و تزيد في تأكيد الحماية الواردة ببرن و لا تستثني ما ورد فيها, وهذا ما يضعف من قوتها وتحقيق الهدف الحقيقي من وراء تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية المتجلية في تنمية الفكر وتشجيع الإبداع و الاهتمام بالجانب التجاري المحض الذي يهدف لتحقيق الربح أكثر . كما تظهر نقائص أخرى إذ لم تتصدى على نحو مفصل للمسائل المرتبطة باستعمال التكنولوجيا الرقمية التي اقتضتها التطورات ولكن سرعا نما تفطن المشرع الدولي لهذه النقائص في تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية وخاصة مع استعمال التقنيات التكنولوجيا الحديثة وهو ما تجسد في اتفاقيتي الإنترنت الأولى و الثانية التي كان للمنظمة العالمية للملكية الفكرية دور كبير في إبرامها أو الإشراف على تنفيذها . وكذلك لعبت المنظمة العالمية لتربية و الثقافة و العلوم (اليونسكو) دور كبير في تدعيم حقوق الملكية الفكرية و خاصة من خلال اتفاقيتها حول تنوع أشكال التعبير الثقافي لعام 2005. كما تدعمت حماية حقوق الملكية الفكرية في السنوات الأخيرة باتفاقيتين من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو وهما اتفاقية بيجن بشأن الأداء السمعي البصري لعام 2012 التي جاءت مدعمة للحقوق المجاورة لحقوق المؤلف وكذلك اتفاقية مراكش لتسيير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات لعام 2005 هذه الاتفاقية لتدعيم حقوق الملكية الفكرية من جهة و كذلك جاءت لتدعيم الجانب الإنساني من خلال مساعدة فئة المعوقين . وفي نهاية بحثنا هذا توصلنا إلى جملة من التوصيات نوردها على الشكل الآتي : - على الاتفاقية الدولية في مجال الملكية الفكرية أن تهتم بالمبدع لأنه أصل الإبداع الفكري ومن ثمة إعطائه حقوق تعتبر أسمى و أولى من الحقوق المترتبة على استغلال إبداعه . - الوصول إلى قواعد تعكس الفكر المشترك لجميع أفراد المجتمع الدولي وتعكس الهدف الحقيقي لإيجاد مثل هذه الاتفاقيات . - إيجاد قواعد تتسم بحد أدنى يتضمن حماية حقيقية وفعلية في مجال تدعيم حماية حقوق الملكية الفكرية