المستودع الرقمي في جامعة الجلفة

حقوق البث المباشر في المنافسات الرياضية

عرض سجل المادة البسيط

dc.contributor.author قيجار ، خدومة, صلاح ، محمد
dc.date.accessioned 2020-04-01T17:03:02Z
dc.date.available 2020-04-01T17:03:02Z
dc.date.issued 2020-04-01
dc.identifier.uri http://dspace.univ-djelfa.dz:8080/xmlui/handle/123456789/2699
dc.description.abstract إن تنظيم المنافسات الرياضية قد تطور كثيرا في السنوات الأخيرة وأصبحت له أهمية كبرى في شتى الميادين، القانونية، الاقتصادية، السياسية وحتى الثقافية والاجتماعية. أصبحت المنافسات الرياضية ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها والكل يتهافت عليها، فبالرغم من قصر مدتها إلا أن مدة التحضير لها قد يستغرق سنوات، التحضير لكأس العالم لكرة القدم مثلا يستغرق 10 سنوات. ينتج عن المنافسات الرياضية العديد من العقود التي تمس كل جوانب المنافسة، فبعدما تضخ الأموال لتنظيم هذه الأخيرة، يلجأ أصحاب الحقوق إلى حرب قانونية لحماية مصالحهم، وهنا تدخل عناصر الملكية الفكرية من حق المؤلف والحقوق المجاورة والعلامات والرسوم والنماذج الصناعية، حيث أن المنافسة الرياضية تجلب العديد من الراعين لها وهدفهم الاستفادة وجلب الأرباح، وكل تعد على حقوقهم يمس بمصالحهم. إن التحدث عن الرعاية الرياضية يؤدي بنا إلى التكلم عن العلامات لما لها من أهمية بالغة في مجال الرعاية الرياضية والتي تعتبر لب هذه الأخيرة، هذا ما أدى بكل من منظم المنافسة والراعون الرسميون ورجال القانون إلى البحث عن الطرق المثلى لتجنب أي اعتداء قد يطرأ على الحقوق الناتجة عن المنافسة. بالرغم من الجهود التي يقوم بها رجال القانون في مجال حماية الحقوق إلا أن هناك ظاهرة قد نقول بأنها أعجزت الكل عن وجود حل مثالي وشامل ونهائي لها وهي ظاهرة التسويق الطفيلي، فهذا الأخير يعتمد أساسا على وجود منافسة رياضية وراع رسمي، أي وجود مؤسسة راعية وأخرى غير راعية تريد أن تحتل مرتبة معتبرة ضمن المنافسة الرياضية. هذا ما يؤدي بنا إلى الكلام عن المنتجات المشتقة الناتجة عن المنافسات الرياضية، فكل راع يريد تسويق أكبر قدر ممكن من منتجاته ثم يجد نفسه أمام شركة منافسة تعتمد على التسويق الطفيلي. التسويق الطفيلي قد يؤدي لاحقا إلى الإضرار بمستوى تنظيم المنافسات الرياضية، نتيجة تخوف الكثير من الشركات الدخول في المنافسة كراعي رسمي وفي الأخير تقابله خسارة مالية وهذا ما سيؤثر حتما على باقي الشركات. و منه نقول بأن منظم الدورة والراعي الرسمي لها لا يمكن لهما الاستغناء عن بعضهما البعض لاحتياج كل واحد للآخر. كثر الكلام في السنوات الأخيرة وازداد حجمه خاصة في الجزائر والدول العربية عن حقوق البث الرياضي، قانونا تعتبر هذه الحقوق من الحقوق المجاورة بالرغم من وجود من يريد اعتبارها من حقوق المؤلف، لكن أغلب الفقهاء كيّفوا حقوق البث الرياضي على أساس الحقوق المجاورة وذلك بتشبيههم لمنظم المنافسة بالمنتج، ويعتبر منظم المنافسة الرياضية الصاحب الأصلي لها والقنوات التلفزيونية الصاحب المشتق لها. لقد ظهر العديد من النزاعات في هذا المجال وهذا ما أدى إلى المساس نوعا ما بالحق في الإعلام، فاكتساب ملكية حقوق البث الرياضي لا يعني التعدي على حقوق الغير بمنعهم متابعة التطورات الرياضية الحاصلة، وعلى مالكيّ الحقوق احترام قواعد المنافسة وتجنب الاحتكار. كل القنوات التلفزيونية تسعى لجلب أرباح نتيجة تملكها لحقوق البث والكثير منها أفلست لعدم وجود إستراتيجية محددة، مثال الشركة الألمانية كيرش قامت بشراء حقوق البث لكأس العالم لكرة القدم 2002 وجزء من كأس العالم لكرة القدم 2006 ، هذه الأخيرة عام 2002 كادت تعلن إفلاسها فقامت ببيع بعض الحقوق حتى تنقذ نفسها من الهلاك. كما أن النوادي الرياضية قد دخلت في مجال استعمال الوسائل السمعية البصرية للترويج عن نفسها مثل مانشيستر يونايتد الإنجليزي فتح نادي مانشستر يونايتد الانجليزي صفحة جديدة في الإعلام الرياضي في العاشر من سبتمبر عام 1998 ، حيث أطلق قناة ( إم يو تي في MUTV) القناة جاءت مكملة للإمبراطورية المالية التي يمثلها النادي، وكانت بداية لإنشاء إمبراطورية إعلامية وبعد أقل من عام أطلق نادي ريال مدريد الاسباني قناة خاصة به . إطلاق القنوات التلفزيونية لم يقتصر على الفرق الكبرى كمانشستر و ريال مدريد بل ضم فرقا أصغر بكثير حيث أطلق نادي ميدلزبرة الانجليزي قناته الخاصة خلال نفس الفترة تقريبا. قنوات الأندية أصبحت ظاهرة ضخمة في أوروبا ومصدرا مهما لدخل إضافي للأندية العملاقة، فيقدر دخل قناة MUTV السنوي بنحو 18 مليون دولار أميركي مثلا. الأندية الكبرى لا تقدم خدمات البث التلفزيوني فحسب بل باقة كبيرة من المنتجات الإعلامية، فلجميع الأندية الأوروبية مواقع رسمية على الانترنت توفر مواد إخبارية وخدمات أخرى متنوعة كبيع التذكارات الخاصة بالنادي، حجز التذاكر للمباريات، الاشتراك في خدمات التلفزيون، شراء القمصان والملابس الرياضية، تنزيل صور اللاعبين وغير ذلك. وتستخدم بعض الأندية هذه المواقع لبث برامجها المرئية حيث أن قناة نادي أرسنال الانجليزي مثلا لا تلتقط إلا عبر موقعها الالكتروني، فالقناة قناة الكترونية، والاشتراك فيها ليس مجانيا بالطبع، هذا بينما تبث بعض الفرق مواد مصورة مجانا على مواقعها وأشهرها موقع نادي أنترناسيونال الإيطالي ، وهو لا يبث برامج إلا أنه يقدم خدمة تفاعلية رائعة، حيث يعرض مقتطفات عن المباريات التي يخوضها النادي ولقاءات مصورة باللاعبين والمدرب. ويمثل البث على الانترنت خدمة داعمة للبث التلفزيوني بالنسبة للأندية الأوروبية حيث أن الأسواق التي تستهدفها لم تعد محصورة في القارة العجوز، فناد كمانشستر الانجليزي يستهدف قاعدة من المشجعين معظمها في الشرق الأقصى وبالأخص في اليابان والصين، ومؤخرا الولايات المتحدة ونفس الأمر ينطبق على فريق كريال مدريد الذي يوفر نسخة اللغة الصينية من موقعه على الانترنت. والتغطية الإعلامية الحرة قضية تثيرها سيطرة الأندية على ما يمكن بثه ونشره، حيث أن الفرق التي لديها قنوات متخصصة أضحت ضنينة بوقت اللاعبين، وتسعى إلى جعل الحوارات التي يجرونها تمر عبر قنواتها أو مواقعها على الانترنت، ووضعت الأزمة التي أثارتها تصريحات قائد فريق مانشستر السابق روي كين هذه المسألة تحت المجهر حيث أوقف مدرب الفريق ألكس فيرغسون بث مقابلة أجرتها القناة مع اللاعب انتقد فيها أداء زملائه بشدة والقضية لا تقف عند حد الحوارات وحرية التعبير بالنسبة للاعبين بل تتعداها إلى قضية التغطية المتوازنة للمباريات في حال استأثرت هذه القنوات بحقوق بث المباريات كاملة وهو أمر مستبعد على المدى القريب، ويرى يانس سير اندرسون مدير مؤسسة Play the Game الدنماركية المعنية بالحفاظ على الأخلاق الرياضية أن : '' هامش الحرية الصغير الموجود في طريقه إلى الاختفاء، وسيصبح نجوم كرة القدم كمغني الروك المعزولين '' . تسعى المؤسسات الكبرى إلى السيطرة على صور اللعبة، إن لديهم بضاعة ثمينة جدا وليس من المعقول تركها في يد الصحافة يحصل فريق مثل ميلان الإيطالي على 160 مليون دولار من حقوق البث التلفزيوني، حيث أن كل فريق في إيطاليا يفاوض حقوق بث مبارياته المحلية(على أرضه) منفردا مع شبكات التلفزة، الأمر الذي يجعل أكثر من60% من دخل حقوق البث محصورا في الأندية الإيطالية الثلاثة الكبار ميلان وانترناسيونالي ويوفنتوس ، ولذا فإن تطور بث القنوات الخاص بالأندية يهدد بلا شك مصلحة الفرق الأصغر في الدواري الأوروبية حيث أن فارق الدخل بينها وبين الفرق الكبرى سيزداد باضطراد. ومما يزيد من تعقيد المسألة أن الاتحاد الأوروبي يطالب بجعل سوق البث التلفزيوني للأنشطة الرياضية أآثر تنافسية وحرية، وهو الأمر الذي يشجع أندية مثل مانشستر تسعى إلى استباق الأحداث فربما يأتي يوم لا تعرض فيه مباريات مانشستر إلا على قناة الفريق الخاصة. عدد المشتركين في القنوات الخاصة للأندية لا يبدو كبيرا في الوهلة الأولى حيث أنه لا يزيد على المئة ألف بالنسبة لناديي ريـال مدريد و مانشستر إلا أن واقع الأمر هو أن هذه القنوات تجذب قدرا لا بأس به من الإعلانات وتكاليف تشغيلها قليلة نسبيا فمعظم برامجها إما لقاءات أو حوارات رياضية بالإضافة إلى مواد أرشيفية ومباريات تبثها مسجلة بعد 12 إلى 24 ساعة من وقت لعبها، وتوفر مساحة إعلانية متخصصة، إضافة إلى أن قيمة الاشتراك الشهري بها توفر مدخولا معقولا حيث أن قيمة الاشتراك الدنيا تزيد على 10 دولارات بقليل، مما يعني دخلا مضمونا يقدر بنحو 12 مليون دولار سنويا لقناة لديها 100 ألف مشاهد هذا دون احتساب الإعلانات. ويعتبر نادي ريال مدريد الفريق الأكثر استثمارا في مجال الإعلام، حيث أنه أنتج نحو أربعة أفلام سينمائية عن الفريق ولاعبيه، معظمها تجمع بين الروائية والتسجيلية بالإضافة إلى إعلانه عن النية في إنتاج أفلام رسوم متحركة عن الفريق أيضا وخطا النادي خطوات جريئة بجعل بث قناتيه مستمرا لأربعة وعشرين ساعة خلال اليوم، وأطلق بث القناتين اللتين يملكهما على سبعة أقمار اصطناعية تغطي الأميركيتين وأوروبا واسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتبث القناة الأولى للنادي باللغة الإسبانية والثانية باللغة الانجليزية. وعلى الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي يبذلها الفريق على قطاعه الإعلامي، إلا أن مردود القطاع المادي يأتي في المرتبة الثالثة بدخل قدره 78 مليون دولار بعد بيع التذكاريات 141 مليون دولار والتذاكر 85 مليون دولار. وهذه بعض أسعار تغطية البطولات : • 1.7 مليار دولار قيمة ما دفعته شبكة سكاي التلفزيوني لامتلاك حقوق بث الدوري الانجليزي الممتاز من 2003 إلى 2007. • 101 مليون دولار قيمة ما دفعته هيئة الإذاعة البريطانية لبث مقتطفات مسجلة» بي بي سي « • من الدوري الانجليزي الممتاز من 2003 إلى 2007. • 506 ملايين دولار قيمة حقوق بث المباريات الدولية في المملكة المتحدة. • 175 مليون دولار قيمة ما يعتقد أن مؤسسة EPSN الأميركية دفعته مقابل بث مباريات الدوري الانجليزي الممتاز في آسيا من 2003 إلى 2007. • 691 مليون دولار إجمالي دخل الدوري الانجليزي الممتاز من بيع حقوق البث المختلفة. • 710 ملايين دولار قيمة ما دفعت قناة كانل بليس C+ الفرنسية للحصول على حقوق البث الحصري لمباريات الدوري الفرنسي . • 474 مليون دولار قيمة ما دفعته قناة كيبل دوتشلاند الألمانية للحصول على حق بث مباريات الدوري الألماني حصريا . • 297 مليون دولار إجمالي دخل الدوري الاسباني الممتاز في موسم 2004/2005 من بيع حقوق البث التلفزيوني . • 340 مليون دولار قيمة ما دفعته مؤسسة فيرستل الأميركية للحصول على حقوق البث الحصري للدوري الهولندي الممتاز. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار حقوق البث الرياضي عبر الأنترنت والهاتف المحمول الجيل الثالث، حيث أنه اعتبر الموقع الإلكتروني للفيفا أكثر المواقع زيارة خلال الشهر الذي نظمت في كأس العالم لكرة القدم 2002 ، حيث زار هذا الموقع 46 مليون شخص، وكذا زيرت 1,8 مليار صفحة. إلى حد الآن الكلام عن حقوق البث عبر الأنترنت يعتبر نظريا باعتبار أن الكثير من دول العالم بعيدة كل البعد عنه، ومع أمل جعل الأنترنت متاح للجميع وكذا تطور تقنيات الأنترنت ستتحسن نوعية الصورة وهذا ما يؤدي حتما إلى جعله مستقبلا كمجال لصراع قانوني بين كبرى الشركات. إن سوق الحقوق الرياضية مازال فتيا، والكثير من الشركات التي تسعى لاكتساب الحقوق الناتجة عنها تتخبط في مشاكل مالية كبيرة، هذا ما سيؤدي حتما إلى وجود أقطاب تستولي على هذه الحقوق لقوتها المالية، ومنه على السلطات وعلى المشرع إيجاد حل لهذا الإشكال الذي سيؤثر حتما على المواطن البسيط. ومنه فإن عناصر الملكية الفكرية تؤثر جليا في المنافسات الرياضية وتعتبر أهم عنصر في هذه الأخيرة لما لها من أهمية اقتصادية بالغة في نجاح و خسارة المنافسة الرياضية. en_EN
dc.subject البث المباشر - منافسات رياضية - حق البث en_EN
dc.title حقوق البث المباشر في المنافسات الرياضية en_EN


الملفات في هذه المادة

هذه المادة تظهر في الحاويات التالية

عرض سجل المادة البسيط

بحث دي سبيس


بحث متقدم

استعرض

حسابي