النظام القانوني للحقوق الفكرية للتصاميم الطوبوغارفية للدوائر المتكاملة في القانون الوطني و الإتفاقيات الدولية

Abstract

لقد حدت طوبوغارفيا الدوائر المتكاملة بالكثير من الدول لتقنين حماية هذه التصاميم الطوبوغارفية للدوائر المتكاملة، نظار لأهميتها التجارية و الإقتصادية والتنموية عموما ، الأن هذا الكائن الصناعي الصغير ، قد احتل مكانه الغير مازحم فيه إطلاقا في كثير من المنتجات التي يستعملها الإنسان بالضرورة يوميا، سواءا في إتصالاته كالهواتف النقالة، و الحواسيب بإستعمالها في الإتصالات المحلية والدولية عبر الشبكات المختلفة، هذه الأخيرة التي أضحت تربط البشر في مختلف ارجاء المعمورة، أو في الميدان الصناعيى ، كالحواسيب التي تتحكم في سير خطوط الإنتاج في الوحدات الصناعيىة والمعروفة بالأتوماتية ، والروبوتات التي تعمل بدون كلل ، وبدقة عالية وكمية إنتاج غير مسبوقة لاتقارن بالعمل اليدوي العضلي للبشر ، بدون طلب عطلة ، أو إضاربات. من هذه الأهمية التي تبوأتها الدوائر المتكاملة القلب النابض في الصناعة والإقتصاد ظهرت قوانين تحميها من الأعمال الغير مشروعة عموما، فكانت إتفاقية واشنطن لحماية والتي لعبت دوار كبيار في حث الدول لإيجاد حماية لهذا الإبداع، 1989الدوائر المتكاملة سنة ولكن دون ف رض إساس معين للحماية، فكانت للدول كامل الحرية في اختيار القانون المناسب ، سواءا كان قانون حقوق المؤلف، أو قانون العلامات ، أو قانون البارءات ، أو اي اساس غيرها للحماية. لقد قانون أمريكا لحماية الدوائر المتكاملة كما ارينا، على اساس حقوق المؤلف ولكنها مع ذلك تختلف عن حماية المصنفات الفكرية و التي تتطلب شرط الاصالة والتي تحدد بمفاهيم معلومة عند مختلف الإتجاهات الفقية كالخطوة الإبداعية ، أو الإبداع الفكرين أو الجهد الفكرين، بحيث اعطى لها المشرع الامريكي الذي يتبع المجتمع الأنجلوسكسوني مفهوما

69

خاصا، في نظام الكوبياريت المنطوي ضرورة على فكرة الجدة من خلال إشتارط أن يكون الإبداع غير منسوخ، و تنبع هذه الفكرة من شرط حماية تصاميم الدوائر المتكاملةو ذلك لما ينص القانون الامريكي على إمكانية غستعمال وصلات معروفة لدى مبدعي و صانعي الدوائر المتكاملة ، والمهم ان يكون الإبداع في مجمله جديدا. فالحماية عند المشرع الامريكي تكون بمجرد أصالة التصاميم دون البحث عن كونها جديدة في الشكل و الوظيفة، لأن الاصالة لاتدل بالضرورة على جدة الغبداع ، فيمكن استعمال أفكار قديمة و لكن نضمها المبدع بصياغته الخاصة وبجهده الشخصي المرتبط بشخصيته، بوج ود بصمته الشخصية على مصنفه بنسبة الإبداع إليه دون غيره ، ومنه استطاع التوصل لمصنف جديد اصيل رغم تناوله فكرة قديمة مسبوقة ، ولكن الفكرة التي تنطوي على الأصالة في المصنفات الادبية والفنية من الصعب بمكان وضعها حيز التطبيق على إبداع طوبوغارفيا الدوائر المتكاملة، خصوصا و انه يغلب على المصنف الطابع الصناعي من جهة ، ومن جهة اخرى و غن كان ينطوي على الجاني الشكلي له و المتمثل في التصميم الشكلي، غير أنه لابد أن يفرغ في الاخير إلى الجانب الصناعي، لأن لافائدة من هذا الإبداع ، إذا لم تستفد منه البشرية. ولقد حذا المشرع الألماني حذو سابقه في اشتارطه الأصالة كشرط موضوعي بقوله أنه يكون التصميم الطوبوغارفي للدوائر المتكاملة أصليا ، إذا كان نتيجة عمل فكري،ولم يكن ناتجا عن استنساخ بسيط من تصميم آخر، ويكون التصميم الطوبوغارفي للدوائر المتكاملة أصليا أيضا،إذا لم يكن شائعا مألوفا، كما ان المشرع الجازئري قد أخذ بفكرة الأصالة الأنجلوسكسونية،و التي تقارب بين فكرة الأصالة والجدة، فشأنه شأن الأصالة المستعملة عند النظام الأمريكي، و الذي يقارب بين فكرة الأصالة و الجدة. رغم ان الهدف من طوبوغارفيا الدوائر المتكاملة هو اداء وظيفة إليكترونية محددة، فهذا يدفع للقول بأنه يمكن لمبدع طوبوغارفيا الدوائر المتكاملة الوصول إلى نفس الوظيفة الإلكترونية اتصاميم الدوائر المتكاملة الموجودة سابقا، غير أن التصاميم أصيلة في محتواها و غير مسبوقة من صانعي طويوغارفيا الدوائر المتكاملة في التوصل إلبها وهذا يستحق الحماية يالضرورة.

70

لا بد على المشرع الجازئري إيجاد قانون مناسب يتلائم مع طبيعة الدوائر المكاملة من الجانبين الشكلي والمادي، و ذلك بوضع أسس متينة لحماية هذا النوع من الإبداع ذلك بعدم ترك أي ثغرة يستغلها المقلدون والمتحايلون على القانون. إن الإبتكار عموما ، و البحث عن الجديد و الأحسن ، أساس التطور الصناعي و بالتالي الإقتصادي و الحضاري، فهو أساس التقدم التكنولوجي ، و لهذا لابد من وضع نظام قانوني لطبيعة الإبداع ، وهذا من اجل حمايته دون ترك ثغرة أو فارغ قانوني يحمي المقلدين والمستعملين لهذا الإبداع دون ترخيص من المبدع، فكل إبتكار من شأنه ريادة الرصيد الفكري و علينا حمايته مادامت هناك فائدة للبشرية من الملكية الفكرية من كل الجوانب ، و يكون هناك التطور الحضاري العام.