عولمــــــــــة حقــــــــوق الملكيـــــــــة الفكريــــــــــة وآثارهـــــــــا فــــــــي التشريــــــــع الجزائــــــــــري

Abstract

تعرضنا في دارستنا من جهة إلى المجهودات الدولية المتعددة التي تهدف إلى إرساء قدر من الحماية القانونية الدولية لحقوق الملكية الفكرية بمختلف أنواعها سواء كانت ملكية تجارية أو صناعية أو كانت ملكية ادبية أوفنية وقد ازداد الاهتمام بهذا الموضوع مع توالي الثوارت الصناعية والمعلوماتية وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تطورت فكان من الضروري توسيع نطاق الحماية التي يتم توفيرها لهذه الجوانب بما يكفل استمارريتها وتطورها وتحقيق الدول المتقدمة والنامية لأقصى الاستفادة منها ، ولقد تعددت المجهودات الدولية الارمية إلى حماية حقوق الملكية الفكرية على المستوى الدولي. ونلاحظ أنه تم إبارم جملة من الاتفاقيات الدولية في هذا المجال منها اتفاقية باريس لحماية الملكية وأهمها اتفاقية تريبس 1886 وتلتها اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية 1883الصناعية نما ا التي تعتبر آخر مرحلة من مراحل العولمة والتي لم تقتصر على حقوق الملكية الفكرية و تقررت أصلا في مجال التجارة بشقيها وتعد اتفاقية تريبس من بين الاتفاقيات التي فرضتها منظمة التجارة العالمية على الدول الارغبة في الانضمام إليها بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات لتحديد الالتازمات الدولية لحماية حقوق أصحاب الملكية الفكرية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية لهذا الغرض ، المنظمة العالمية للملكية الفكرية . وتبين لنا من دارستنا للحماية الدولية ، لحقوق الملكية الفكرية أنها تهدف إلى توحيد القواعد والأحكام القانونية وجعلها لا تختلف من بلد لآخر بمثابة نظام واحد عالمي يحكم هذه الحقوق وهذا هو جوهر العولمة والذي تحقق بالنسبة للدول التي تنضم إلى هذه الاتفاقيات التي تفرض مظاهر هذه العولمة . فنلاحظ أن عولمة حقوق الملكية الفكرية جاءت اختيارية برضاء و موافقة هذه الدول المنظمة لهذه الاتفاقيات ، وفي نفس الوقت هذه الدول مرغمة بالخضوع للأحكام التي تقررها هذه الاتفاقيات .

75

يمكننا القول مما سبق أن عولمة حقوق الملكية الفكرية وما تفرضه العولمة من إيجاد نظام واحد عالمي يحكم هذه الحقوق لكل الدول دون تمييز رغم وجود اختلاف حقيقي بينها فمنها دول متقدمة قادرة على المنافسة ، وأخرى نامية لا تملك الاحتكار والمنافسة ، هذا يؤثر في شأن وحدة المعاملة و قد قيل في الدفاع عن عولمة حقوق الملكية الفكرية و مصالح الدول النامية فتمكنها بذلك من تحقيق أهدافها بصفة خاصة في مجال نقل التكنول وجيا و تجنب دفع رسوم مرتفعة مقابل الانتفاع ببارءة الاختارع . وكخلاصة فعولمة حقوق الملكية الفكرية لها وجهات إيجابية تستوجب تقبلها ووجهات سلبية ينبغي رفضها , ومن جهة أخرى فقد عرف النظام القانوني للملكية الفكرية في الجازئر عدة تعديلات والغاية منها درك النقائص ومواكبة المستجدات وكذا يتماشى والمعايير الدوليـــــــــــــــــــــــة والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية في هذا المجال . وعلى أرسها اتفاقية باريس واتفاقية برن وذلك من استفادة الجازئر من المرونة الموجودة في هذه الاتفاقيات وكذا الاستفادة من الاستثناءات الممنوحة للدول النامية كما تعتبر الجازئر عضو في المنظمة العالمية للملكية الفكرية مما يجعلها تستفيد من المساعدات الفنية التي تقدمها المنظمة للدول النامية. إن حقوق الملكية الفكرية في الجازئر تعاني تعدد النصوص القانونية مما يصعب على الباحث للاهتمام بها وبالتالي من الأحسن توحيد النصوص القانونية كما هو الحال في العديد من القوانين المقارنة.