Abstract:
لقد خطت الحركة الرياضية في القرن الماضي خطوات واسعة في جميع المجالات واعتمدت الأسس العلمية الدقيقة منهاجا لها للتطور والابداع، وكان قطاف ثمار هذه النهضة ما وصلت اليه الرياضة من مستوى رفيع في بدايات القرن الحادي والعشرين.
ان المتتبع للخطوات الدقيقة التي تتبعها الدول المتقدمة في ايصال رياضيها الى مصاف الصفوة وصعودهم الى منصات التتويج العالمية يرى بان أولى هذه الخطوات هي: الاختيار الدقيق لهؤلاء الابطال والمستند الى كثير من دقائق الامور وحيثياتها العلمية ، وهذا الاختيار هو ما يطلق عليه عملية الانتقاء (Selection ) ، وبهذا الخصوص تشير المصادر الى ان الوصول الى المستوى الرياضي العالمي يتطلب منذ البداية عملية الاعداد الجيد لفترات طويلة لان البطل لا يولد بين يوم وليلة وان عملية الاعداد هذه مرتبطة بعوامل كثيرة كي تحقق النتائج المطلوبة ، واول هذه العوامل هي العملية الصحيحة في الانتقاء لذلك يجب ان تخضع عملية الانتقاء لمعايير علمية رياضية من خلال قدرات الافراد ومعرفة قابليتهم البدنية والاجتماعية والنفسية والعقلية والوظيفية ، لأنها في النهاية تسهل الطريق على المدرب في قطع شوط كبير في عملية تدريبهم وتحسين مستواهم واكسابهم خططاً وامكانيات جديدة (خاطر ، 2004 ، 1)
ان امكانية وصول الناشئ للمستويات الرياضية العالية في المجال الرياضي التخصصي تكون أفضل اذ أمكن منذ البداية انتقاء وتوجيه الناشئ لنوع النشاط الرياضي الذي يتلاءم مع استعداداته وميوله والتنبؤ بمدى تأثير عملية التدريب والممارسة على نحو هذه الاستعدادات بطريقة فعالة.
وعند الحديث عن عملية الانتقاء في المجال الرياضي فان الكثير من الموضوعات تقفز امام القائم بهذه العملية اهمها ظاهرة الفروق الفردية بين الافراد "والفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات الحية وهي لا تقتصر على الانسان ولكل نوع من الكائنات الحية خصائصه المميزة التي يشترك فيها جميع افراد النوع، لكن في داخل النوع الواحد لا نجد فردين متشابهين تماما فلكل فرد من افراد النوع الواحد قدراته المتميزة واساليبه الخاصة في التكيف مع البيئة المحيطة وظروفها المتميزة " (عبد الفتاح وروبي،1986، 13)
ومازالت الحاجة ملحة لإجراء دراسات في مجالات الانتقاء، ومنها الانتقاء وفق محددات معينة وهو ما اهتممنا بهفي هذه الدراسة التي من خلالها نود ان نتعرف وندرس المحددات البدنية واظهار أهميتها وكذلك تحديد الجوانب الإيجابية منها والسلبية.
وفي هذه الدراسة كنا قد قسمنا البحث الى ثلاثة جوانب (الجانبالتمهيدي، الجانبالنظري، الجانبالتطبيقي)
بالنسبة للجانب التمهيدي تطرقنا الى التعريف بالبحث
بالنسبة للجانب النظري فقسم الى ثلاثة فصول (الانتقاء، كرةالقدم، المرحلةالعمرية 9-12 سنة)
اما الجانب التطبيقي ترتب منه فصلان(طرق ومنهجية البحث، عرضالنتائج وتحليلها ومناقشتها)