ﻣﻛﺎﻧـــﺔ وأھﻣﯾــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔﻛــرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظــﺎم اﻟﺗﺟــﺎري ﻣﺗﻌــــدد اﻷطــــــــــراف

Abstract

إن ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺟدا، إذ ﯾﺷﻣل ﺑارءات اﻻﺧﺗارع ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎﻟﻪ وﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ ﻛﺎﻣل ﺻورﻩ، وأن ﻧطﺎﻗﻬﺎ واﺳﻊ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ. وآﺛﺎرﻫﺎ ﻣﺗﻌدﯾﺔ وطﻧﯾﺎ ودوﻟﯾﺎ، وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻣﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ اﻟﻘدم إذ ﺑرزت ﻣﻊ ﺑروز رﻏﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن ن ﻛﺎن ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻌروف ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘرون اﻟﻘدﯾﻣﺔ أي أن ٕ ا وﺣﺗﻰ و ، اﻷوﻟﻰ ﻟﻼﻛﺗﺷﺎف واﻻﺧﺗراع ﺧرﻗﻪ واﻟﺗﻌدي ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎن أﻣار ﻣﺳﺗﻬﺟﻧﺎ وﻣرﻓوﺿﺎ. وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ ﯾﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎ دوﻟﯾﺎ ﺣﯾث ﺳﻧت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﻋدة ﻗواﻧﯾن اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ وﺑﯾرن 1883 ﻛﺎﻧت اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ ﻟﻬذا اﻟﺣق وأﺛﻣر ﻋﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ )اﺗﻔﺎﻗﯾﺗﺎ ﺑﺎرﯾس (وذﻟك ﺑﻌد طﻠب اﻟﻣﺧﺗرﻋﯾن أﻧﻔﺳﻬم ﻣن أﺟل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻻﻋﺗارف، ﺗوﺟت ﺑﺈﻧﺷﺎء 1886 (، دون اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ 1967 ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬﺎ )اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺎﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ إرﺳﺎء اﻟﻘواﻧﯾن وﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻛﺎﻧت وﻷﻣد ﺑﻌﯾد اﻟﻣﻧﺑر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬﺎ. وﻗد ازداد اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطورت ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﺟﺎرة وأﺧذت طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﺗداول اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ أو أﻛﺛر إﻧﻣﺎ اﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ، وﺗﺟﺎوز اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗرف اﻟﻔﻛري إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑدﻟﯾل أن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻗﺑﻠﻬﺎ اﻟﺟﺎت أدرﺟﺗﻬﺎ ﺿﻣن ﺟوﻻت اﻷوروﻏواي، ﺗﺿﻣﻧت وﻷول ﻣرة اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ، وذﻟك ﻹﯾﻣﺎن 1994 ( ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧظم وﺗﻌﻧﻰ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﻣﯾت ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ )اﻟﺗرﯾﺑس اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﺛر اﻟﻬﺎم اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺟﺎرة. وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻣن أﻧﺑل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ، وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺗﺑﻠور ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻷﻣم وﺗﺑﻧﻰ اﻟﺣﺿﺎارت، ﻓﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إذن ﺣﺟر اﻟازوﯾﺔ ﻓﻲ أي ﺻرح ﺣﺿﺎري، ﻓﻬﻲ اﻟﻔﻛر اﻟذي ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﺣﺿﺎارت وﻫﻲ ﺑﺎﻋﺛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻓﻲ أي زﻣﺎن وﻣﻛﺎن اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ

80 وﻫﻲ وﺣدﻫﺎ اﻟﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗوﺟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟذي ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء أﺳﺳﻪ واﺳﺗﺑدﻟت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل إﻧﺗﺎﺟﻪ وأوﺟد ﻧوع ﺟدﯾد ﻣن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن دوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺻﻧﯾﻊ أي ﻣﻧﺗﺞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن واﺣد، ﺣﯾث ﻟم ﺗﻌد ﻓﻲ إﻣﻛﺎن ﻧﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﻌدﯾد ﻣن ٕ ا دوﻟﺔ واﺣدة ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗدرﺗﻬﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ أن ﺗﺳﺗﻘل ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﺑﺻﻧﻊ اﻟﻣﻧﺗﺞ و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻟﺳﯾﺎارت واﻵﻻت ﯾﺗم ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن دوﻟﺔ واﺣدة ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﻛل واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺻﻧﻊ أﺣد اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﻓﻘط، ﻋﻛس ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺣﯾث ﻛﺎن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺧﺻص ﺑﻌض اﻟدول ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻌدﯾﻧﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﺗﺧﺻص دول أﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ. وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺄﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن ﺑارءات اﻻﺧﺗارع وﺟﻌﻠت ﺑﺎب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺎ وﻣﺷروﻋﺎ ﺑﺎﻟذﻛﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي، واﻟﺻارع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻗوﯾﺎ، ﻓﺎﺣﺗﻔظت اﻟدول اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ﺑﺣﺻﺔ اﻷﺳد ﻟﺑارءات اﻻﺧﺗارع ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣﺗل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣارﺗب اﻷﺧﯾرة ﻟﻬﺎ. وﻫذا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن أﺟل ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻔﺟوة ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ، واﻟﺧروج ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺧﻠف، وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋدة طرق ﻛﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺟر ﻣن وارءﻫﺎ ﺗﺑﻌﯾﺔ داﺋﻣﺔ وذﻟك ﻷن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗطور ﻣﺳﺗﻣر وﻣواﻛﺑﺗﻬﺎ ﺗﺳﺗﻠزم أﻣوال طﺎﺋﻠﺔ. أو ﻋدم ﻣواﺋﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ وﻫذا ارﺟﻊ ﻷوﺿﺎع اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣﻬﯾﺋﺔ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗطوارت، إذ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن وارء ﻛﺳب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻘﻠﯾد اﻵﺧر ﻓﻘط وﻻ ﯾﻬم إن ﻟم ﺗﺧدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫذا ارﺟﻊ ﻟطﻐﯾﺎن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﺑﯾروﻗارطﯾﺔ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ، أو أن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﺗﺧدم ﻗطﺎﻋﺎ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ

81 ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ﻛﻘطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣﺛﻼ اﻟذي ﯾﺣظﻰ ﺑﺣﺻﺔ اﻷﺳد ﻣن ﺣﯾث اﺳﺗﯾارد أﺣدث اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت، ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺗﺄﺧر. وﻋﻧد ﻋﺟزﻫﺎ ﻋن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ طرق أﺧرى ﻛﻘرﺻﻧﺔ وﺗﻘﻠﯾد اﻟﺑارﻣﺞ وﻣارﺣل اﻹﻧﺗﺎج ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ، أو ﻣارﺣل ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻌﺻر، وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرﺻﻧﺔ ﺟد ﻣﺗطورة وﺗﺣﺗل ﺑﻌض اﻟدول ﻛﺎﻟﺻﯾن ﻣﺛﻼ اﻟﻣارﺗب اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل. ﻟﻛن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻧﺎﻟون ﻣن أﺗﻌﺎﺑﻬم ﺷﯾﺋﺎ، واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺳﻠﻌﻪ وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ اﻟﻛﺳﺎد وﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻋواﻗب وﺧﯾﻣﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻣﺎ ﺗﺷﻛﻠﻪ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘرﺻﻧﺔ ﻣن ﺧطورة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣوت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن. وﻣن أﺟل اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺗﺧﻠف واﻟﻠﺣﺎق ﺑﻣﺻﺎف اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺎت إﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻣس ﻛل ﻧواﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻌﻠم ﻣن أﺟل ﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﻧﺢ ﻓرص ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن ودﻋم أﻓﻛﺎرﻫم وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣث واﻻﺑﺗﻛﺎر ﺣﺗﻰ ﻻ ﻗﺣﺎم اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ٕ ا و ، ﯾﻔﻘد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣزﯾد ﻣن ﻋﻠﻣﺎﺋﻪ ﻣن ﺟراء اﺳﺗﻔﺣﺎل ظﺎﻫرة ﻫﺟرة اﻷدﻣﻐﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺑﺣوﺛﻬﺎ، وﺗﺟﺳﯾد ﻓﻛرة أن اﻟﻌﻠم ﺛروة ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻋﻛس اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻟﺗﻲ ﻣﺻﯾرﻫﺎ اﻟزوال ﺣﺗﻣﺎ. وﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ وﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﻠدة وذﻟك ﺑﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺟﻣﺎرك ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺣد ﻣن دﺧول ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻐﺷوﺷﺔ ﻟﻸﺳواق اﻟوطﻧﯾﺔ، وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾس وﺗوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗﺟﻧب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ن ﻛﺎﻧت أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﻣﻐرﯾﺔ وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧظرا ﻟﺧطورﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ٕ ا ﺣﺗﻰ و. اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ

82 ﻓﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ إذن ﻗد ﺗﺄﺧذ اﻟطﺎﺑﻊ اﻷﺧﻼﻗﻲ، إذ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻛﺎر وﺿﻣﺎن ﺳﯾرورة اﻟﺑﺣث واﻻﺧﺗارع ﻣن أﺟل ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗطوﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد، وذﻟك ﺑﻛﻔل اﻟﺣﻘوق. أو اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟطﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺑﺣﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺑارءة إذ ﺗﻛون أداة ﺳﯾطرة ﻓﻲ ﯾد ن ﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣوت ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺑﺷر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺟراء اﻷﻣراض اﻟﺧطﯾرة ٕ ا اءة اﻟذي و ﺻﺎﺣب اﻟﺑر دون أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣﻧﺢ ﺗارﺧﯾص ﻟﺻﻧﻊ أدوﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ وذات ﻧﺟﺎﻋﺔ. وﺗﻛون ورﻗﺔ ﺿﻐط ارﺑﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ، ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟدﺧول ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، وﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻘدم واﻟﺗﺧﻠف اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎس ﺑﻬﺎ اﻟدول.