الخلاصة:
إن ﻫذا اﻟﺑﺣث رﻏم ﺷﺳﺎﻋﺗﻪ وﺣداﺛﺗﻪ وﺗﺷﻌﺑﻪ ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﻫم ﻣﺎﯾﻠﻔت اﻧﺗﺑﺎﻩ واﻫﺗﻣﺎم ﻛل ﺣﻘوﻗﻲ وﻛذﻟك ﻣن ﯾﻬﻣﻪ اﻷﻣر. إن ﻣوﺿوع ﺑارءة اﻻﺧﺗارع ﻫو ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻔﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع أﻫﻣﯾﺔ واﻫﺗﻣﺎﻣﺎ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة. ﻗد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌرض ﺑﯾﺎن ﺣدود ﺑارءة اﻻﺧﺗارع ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺑارءة اﻻﺧﺗارع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺣﺎﻣﯾﺎ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺧﺗارﻋﺎت إذ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺧﺗرع ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺛم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺿواﺑط واﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺿﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﺑارءة ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺑارءة اﻻﺧﺗارع ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟازﺋري وﺑﻌد ﺗﺣﻠﯾل ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣدرج ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﻛذﻟك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑارءة ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﻫﻧﺎﻟك ﻋدة آﻟﯾﺎت واﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑارءة اﻻﺧﺗارع. ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻣﻧﻪ أن ﻛل ﻣﺧﺗرع ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﺧﺗارﻋﻪ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ أو اﻟدوﻟﻲ .وذﻟك إﻣﺎ ﺑﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو ﺣﻣﺎﯾﺔ دوﻟﯾﺔ إذا ﻓﺑارءة اﻻﺧﺗارع ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﺣق اﺳﺗﺋﺛﺎري ﻟﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗارع ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻬﺎ رﺧﺻﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﺧﺗارﻋﻪ واﺣﺗﻛﺎرﻩ ﻟﻧﻔﺳﻪ. ﻟﻛن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘد ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل، وﻫذا ﻣﺎ أﺛﺎرﺗﻪ ﻋدة إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ وأﻣﺳﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺑﯾن اﻟدارﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدول إدارﺟﻬﺎ ﺿﻣن ﺑارﻣﺟﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻣﺧﺗرع ﯾﺣﺿﻰ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻻﺧﺗارﻋﻪ وﻓق اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﺗﻌددة ﻛل ﺣﺳب أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻣﺎ أﻏﻔﻠت ﻋﻧﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺗﻣﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ. ﻓﺎﻵﻟﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑارءات اﻻﺧﺗارع ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻻ وﻫﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﺎرﯾس ﺑﺷﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ، واﻟﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﺑﺷﺄن ﺑارءات اﻻﺧﺗارع، ﻟﻛن رﻏم ﻛل ﻣﺎ أدرﺟﺗﻪ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﻣﺑﺎدئ واﺟارءات إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص وﻫذا ﻣﺎ أﺗﻣﺗﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﺑﻌد اﻻﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣوﺿوع وﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﻛل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت، ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أﻧﻪ رﻏم اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت واﻟﻣازﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻫﺎﺗﻪ
ﺧﺎﺗﻣﺔ
65
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ورﻏم اﻟﻧﻘﺎﺋص واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻟم ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﻠم ﻣن ﺑﻌض اﻟﻌﯾوب وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ. ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻛل اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﯾﻛون إرﺳﺎءﻫﺎ ﻟﺷﺳﺎﻋﺔ ﻣﺟﺎل اﻻﺧﺗارﻋﺎت واﻟﺗطوارت اﻟﻣﺳﺗﻣرة واﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟدول ﺗﻛﺛﯾف اﻟﺑﺣوث واﻟدارﺳﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ وﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟدول ﻋﺎﻣﺔ واﻷﻓارد ﺧﺎﺻﺔ. إن ﻓﻛرة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ رﻏم ﺗﻌﺎرض ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
