الخلاصة:
لقد أصبحت الرياضة في العصر الحديث تكتسي أهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى، حتى أضحت أحد المعايير التي يقاس بها تقدم الدول وتحضرها، وذلك لكونها فرضت نفسها من خلال أثرها الإيجابي والفعال على ممارسيها نساء ورجال صغارا وكبارا، أصحاء ومرضى، الأمر الذي جعلها تعرف بأنها علم وفن في نفس الوقت ، وعرفها البعض بأنها نظام خدماتي متكامل له آليات عمل خاصة به وأهداف محددة نرجوها وأغراضا واضحة ينشدها، فالرياضة باعتبارها مجال خصب غني بمختلف النشاطات والفعاليات الرياضية تعطي فرصة للفرد لإبراز قدراته وإمكانياته ولأن الرياضة تحتوي مجالات متعددة فهي تدعوا الجميع إلى ممارستها لأن أي فرد سيجد المجال المناسب له ولقدراته وحاجاته، إذ تضم الرياضة الترويحية الجميع دون استثناء والنخبوبة للأبطال والمحترفين والعلاجية للمرضى والمكيفة للمعاقين والمدرسية لمن هم في المؤسسات التربوية.
وعليه يمكننا القول أن الرياضة بإمكانها استيعاب كل شرائح المجتمع وفي ظل هذا التنوع للرياضة وهذه المجالات المتعددة اتجه نظر الطالب الباحث إلى أحد أهم وابرز المجالات والذي نعني به الرياضة المدرسية أو ما يعرف بالتربية البدنية والرياضية، هذا النوع من الرياضة الذي يمارس في المؤسسات التربوية بصفة عامة من قبل التلاميذ بطريقة مدروسة ومنظمة. والتربية البدنية والرياضية لها أهداف محددة وثابتة تنحصر بصفة عامة على الارتقاء بالتلميذ بدنيا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وخلقيا قصد تكوين المواطن الصالح والتي ترمي كذلك الى إخراج التلميذ من الروتين اليومي والتخفيف من ضغط الجهد العقلي، إضافة إلى استعمالها كوسيلة لانتقاء وتوجيه المواهب الشابة كنقطة إعداد أولى للرياضة النخبوية والمنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات الجماعية منها والفردية.
وعليه يتضح مدى أهمية التربية البدنية والرياضية الأمر الذي جعل الكثير من دول العالم لاسيما منها تولي الكثير من الاهتمام لها حيث عملت على توفير كل ما من شأنه تحقيق أهداف التربية البدنية والرياضية حيث وفرت الإطارات المؤهلة علما لهذا الاختصاص وهيئت البرامج المناسبة كذلك وفرت الوسائل والمنشآت الرياضية اللازمة لممارسة التربية البدنية والرياضية إضافة إلى تنظيم الملتقيات العلمية ليتضح مدى الاهتمام بهذه الرياضة من خلال الأموال الكبيرة التي تصرف في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة لمادة التربية البدنية والرياضية.
والجزائر باعتبارها أحد الدول السائرة في طريق النمو فهي تنشد التطور كبقية الدول المتقدمة الأمر الذي جعلها تولي للتربية البدنية كل الرعاية والاهتمام خاصة أنها تملك مجتمع شاب يعتبر نقطة قوة لدفع عجلة النمو، ولذلك فقد أقامت معاهد التربية البدنية والرياضية لتخريج إطارات ذات كفاءة ووضعت مناهج خاصة مبنية على أسس علمية وبطريقة مدروسة وهادفة إضافة إلى حرصها على توفير الوسائل والمنشآت الرياضية اللازمة لممارسة التربية البدنية والرياضية حيث هذه الأخيرة التي تعتبر من المتطلبات الأساسية للمادة وأحد أبرز العوامل التي من شأنها إعطاء دافع قوي وايجابي للتربية البدنية والرياضية ، فالمنشآت الرياضية من قاعات وملاعب ومركبات المعدة بأحدث التقنيات إضافة الى الوسائل الرياضية المختلفة ذات الجودة العالية تجلب التلاميذ وتشجيعهم على ممارسة التربية البدنية والرياضية وتتيح لهم فرصة لإبراز كل قدراتهم وإمكانياتهم.
وعليه نحاول نحن الطالبين الباحثين في هذا البحث دراسة العلاقة الموجودة بين متغيرين هما المتغير المستقل والمتمثل في المنشآت والوسائل الرياضية والمتغير التابع المتمثل في أهداف التربية البدنية والرياضية ومعرفة مدى أثر المتغير المستقل على المتغير التابع.
ولهذا الغرض وبغية الوصول إلى نتيجة مهمة فقد وضعنا خطة لمعالجة موضوع البحث والتي شملت بابين إحداهما نظري والآخر تطبيقي إضافة إلى الجانب التمهيدي للبحث كل على النحو التالي:
*الجانب الأول: وقد تمثل في الجانب النظري حيث تضمن ثلاثة فصول وهي كالتالي:
- الفصل الأول: التربية البدنية والرياضية في التعليم الثانوي
- الفصل الثاني: أستاذ التربية البدنية والرياضية
- الفصل الثالث: المنشآت والوسائل الرياضية
*الجانب الثاني: وقد خصص للجانب التطبيقي من البحث قد اشتمل على فصلين
-الفصل الأول: منهجية البحث وإجراءاته
-الفصل الثاني: عرض ومناقشة وتحليل النتائج
* كما جئنا بخاتمة عامة حاولنا فيها إعطاء صورة عامة وشاملة لمضمون بحثنا محاولين استخلاص جملة من النتائج تتعلق بمضمون البحث .