DEPOT INSTITUTIONNEL UNIV DJELFA

البحر الأبیض المتوسط في ظل التوازنات الدولیة 2001 سبتمبر 11

Show simple item record

dc.contributor.author عيساوي, بشرى
dc.date.accessioned 2020-06-22T18:23:46Z
dc.date.available 2020-06-22T18:23:46Z
dc.date.issued 2020-06-22
dc.identifier.uri http://dspace.univ-djelfa.dz:8080/xmlui/handle/123456789/3061
dc.description.abstract تمیزت منطقة البحر الأبیض المتوسط بخصوصیتها عن بقیة مناطق العالم من حیث اعتبارها قلب العالم، ولم تزل محل أطماع القوى الكبرى منذ الأزل، فمن یتحكم في الحوض المتوسطي سیتحكم في العالم بأسره. وباعتبارها مهد الحضارات الكبرى سعت مختلف القوى إلى بسط نفوذها علیها من عهد الفراعنة والإغریق إلى الرومان والفینیقیین فالحضارة الإسلامیة التي بسطت أكبر نفوذ على مر التاریخ من الشرق الآسیوي إلى الغرب الأطلسي، ولعلنا هنا نشیر إلى تصریح الرئیس التركي الحالي ر جب طیب أردوغان في أحد خطاباته لما أكد على أن المسلمین أو من اكتشفوا القارة الأمریكیة قبل كریستوف كولومبس، واستدل في ذلك بمذكرات كولومبس نفسه التي ذكر فیه وجود مبنى على شكل مسجد في إحدى تلال كوبا لما اكتشفها. وبما أن دأب الإمبراطوریات لا یتغیر، وجدت الولایات المتحدة الأمریكیة نفسها في قمة عالم الیوم كأكبر قوة دولیة، فوصفها البعض بالإمبراطوریة، وانعكست سیاسة العزلة التي اتبعتها لأكثر من قرنین إلى سیاسة التدخل في شؤون العالم من الشرق إلى الغرب، فطبقت سیاسة "الباب المفتوح" والتي تعني في فحواها فتح أبواب العالم أمام الحضارة والثقافة والسلع الأمریكیة دون حواجز في كل شبر من العالم، ولم تسلم المنطقة ً المتوسطیة من هذه السیاسة. لخصوصیات الحوض المتوسطي المنقسم إلى لكن ونظرا شمال یضم دول أوروبیة حلیفة وتتبنى نفس المبادئ والقیم مع الولایات المتحدة الأمریكیة، ً مع أمریكا وحلفائها الأوروبیین، اصطدم وشق جنوبي یضم دول عربیة تختلف حضاریا الأمریكیون والأوروبیون ببعض العراقیل التي واجهت سیاساتهم في البحر المتوسط، فحاول الطرفان في أحیان التعاون من أجل السیطرة على المنطقة خدمة لمصالحهم وأهدافهم، وفي أحیان أخرى تنافس الطرفان من خلال بعض المشاریع الموجهة للمنطقة، سواء على المستوى العلني أو السري . [78] یصف الأمریكیین بلدهم بـ "بلد الفرصة الثانیة"، أي أن أمریكا تفتح الباب أمام الأفراد المتمیزین الذین لم یجدوا فرصة لهم في بلدانهم الأصلیة، حیث یمكن اعتبار أمریكا ككل امتداد تاریخي لأوروبا في مكان آخر جدید سمي بــ "العالم الجدید" ضم ً أطیاف وفئات واسعة من الأوروبیین الذین هاجروا إلى "العالم الجدید" عن فرص بحثا جدیدة، لذا یمكن القول بأن العلاقات الأمریكیة الأوروبیة لیست ولیدة الیوم، بل هي ضاربة في التاریخ. لقد ساهم عامل التاریخ المشترك للأوروبیین والأمریكیین في جعل علاقات الطرفین جد وطیدة، ویغلب علیها التعاون لتغلیب المصالح المشتركة للطرفین، فأمریكا التي كسرت ً أثناء ً وسیاسیا ً وعسكریا عزلتها لخدمة أوروبا في الحربین العالمیتین ودعهما اقتصادیا ً أن من مصلحتها كسب أوروبا إلى جانبها، وهو الأمر الذي الحرب الباردة تدرك جیدا یجهر به الأمریكیون. فلطالما صرح الأمریكیون بأنه یجب أن تكون كل بیوت الجیران والحلفاء من زجاج، في إشارة إلى نشر الرفاهیة على الأصدقاء . ً للعیان في العلاقات الأورو_أمریكیة فإن المتتبع والملاحظ لئن كان التعاون جلیا سیرى بأن العلاقات بین الطرفین یشوبها تنافس سري حاد، خاصة من طرف فرنسا وألمانیا والتي تعتبران القاطرة التي تجر الإتحاد الأوروبي ككل. ویكمن الاختلاف بین هاتین الدولتین في إطار علاقتهما بالولایات المتحدة الأمریكیة في كون فرنسا (عكس ً فقط) تسعى لمنافسة أمریكا على مختلف الأصعدة ألمانیا التي تنافس أمریكا اقتصادیا السیاسیة، الاقتصادیة، العسكریة وحتى الثقافیة خاصة في البحر الأبیض المتوسط (حدیقتها الخلفیة)، فهي صاحبة مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط، والتي جاءت صراحة لمواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبیر الذي ضم لأول مرة منطقة البحر الأبیض المتوسط في الحسابات المباشرة لصانع القرار الأمریكي، وهو ما أدى إلى انتفاض الأوروبیین ً. لتدعیم الشراكة الأورو_ متوسطیة أیضا [79] ً ، فلدى إن الاهتمام الأمریكي هذا بمنطقة البحر الأبیض المتوسط لم یأتي اعتباطا الأمریكیین مجموعة من الأهداف من وراء ضم المنطقة إلى سلم أولویات سیاستهم ٕ وا كان بلا معنى ولا جدوى، بل یتعداه لیصبح سیاسة وخطة ستراتیجیة ٕ الخارجیة، لا وا وبرامج ومشاریع، ثم سلوكا واقعا یترجم ذلك كله من أجل تجسید أهدافه وتحقیق المصالح ٕ التي ینطوي علیها. الأمر الذي سیصطدم حتما بسیاسة ومشاریع وبرامج ستراتیجیة وا طرف آخر هو الطرف الأوربي، یمتلك نفس الأطماع والتطلعات والأهداف، ویسعى أیضا إلى تحقیق نفس المصالح التي تنطوي علیها. وهو ما یدفع إلى البحث عن موقع السیاسة الأمریكیة من مثیلاتها الأوربیة اتجاه منطقة المتوسط. بمعنى السیاستان تشكلان نقاط التقاء وتوافق - حسب الدكتور اعمر بوزید- (أي تقاطع إیجابي في ظل سیاسة تكاملیة .) ومن خلال ما سبق یمكن أن نخلص إلى مجموعة من الاستنتاجات : - یحظى البحر الأبیض المتوسط بأهمیة إستراتیجیة كبرى في أجندة القوى الدولیة، فهي منطقة تنافس دولي. - المقارنة بین الطرفین المتمثلین في الإتحاد الأوروبي المتكون من مجموعة دول لدى ً عن بقیة دول الاتحاد، وبین والولایات كل دولة سیاسة خارجیة تختلف ولو نسبیا المتحدة الأمریكیة الدولة الموحدة ذات السیاسة الخارجیة الواحدة والأهداف الواضحة أدى بنا للاستنتاج أن لدى واشنطن القدرة على تحقیق أهدافها في البحر الأبیض المتوسط وبقیة مناطق العالم أكثر من الاتحاد الأوروبي. [80] - ساهم التوسع في مجال التنافس والتعاون الأوروبي- الأمریكي في تنویع آلیات التدخل الأمریكي في منطقة البحر الأبیض المتوسط، دون إلغاء الأهمیة المعتبرة للأداة العسكریة باعتبارها أداة الحفاظ على مكانة الولایات المتحدة الدولیة. - لم تخدم مشاریع القوى الكبرى دول وشعوب منطقة البحر الأبیض المتوسط سواء دول جنوب المتوسط العربیة أو دول شمال المتوسط المتضررة من تبعات الأحداث الأخیرة في جنوب المتوسط. - یغلب التعاون بین الطرفین الأوروبي والأمریكي على الأصعدة الأمنیة والسیاسیة، في حین یغلب التنافس في المجالین الاقتصادي والتجاري. en_EN
dc.subject التعاون- التنافس- الاورو- امريكي- البحر الابيض المتوسط- التوازنات الدولية - 11 سبتمبر 2001- قانون en_EN
dc.title البحر الأبیض المتوسط في ظل التوازنات الدولیة 2001 سبتمبر 11 en_EN
dc.title.alternative التعاون والتنافس الأورو-أمریكي أنموذجا en_EN


Files in this item

This item appears in the following Collection(s)

Show simple item record

Search DSpace


Advanced Search

Browse

My Account