الخلاصة:
منذُ قديم الأزل كانت كرة القدم ولاتزال الرياضة الأكثر شعبية في العالم، فهي واحدة من أكثر الرياضات إثارة وحماسة بين كل أنواع الرياضات الأخرى. والتي يمارسها ويتابع مباراياتها مليارات المُشَجعين من مختلف قارات العالم، وهي أداة للإندماج الاجتماعي وللصداقة بين الشعوب ولا يمكننا أن نتصور أي تطور للرياضة أو تظاهرة رياضية سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية بدون دور ريادي فاعل ومؤثر للصحافة ووسائل الإتصال ، وإنهما يتألفان ويشتركان أي الرياضة والإعلام لتحقيق هدف موحد ومحدد بدقة .
وما كان للرياضة ولمختلف التظاهرات الرياضية الحاصلة أن تكون بهذا العمق الإنساني وبهذه الأهمية الإستراتيجية في شبكة العلاقات الإنسانية وبهذا التغلغل في الفكر الاقتصادي والمخطط التنموي ، ولولا الإعلام بمختلف وسائله والذي استفاد من إستحداثات تكنولوجية عملاقة في القرن الذي ودعناه ، فأحال بذلك العالم كله إلى "قرية صغيرة " حسب " مالك لوهان " سهل فيها تداول المنتوج الرياضي بامتياز ، وانتهت التأثيرات المتبادلة إلى إنتاج ما نسميه اليوم بالإعلام الرياضي ، والإثنان تجمعهما ثقافة التربية البدنية والرياضية التي تقوم على وعاء مفاهيمي متجذر في الممارسة الرياضية اليومية ، ولأن الإعلام الرياضي لا يكون ذا مفعول إلا إذا وجد مساحات ترويجية كبرى ولا يكون ذا قيمة استثمارية إلا إذا كان له متلقون بأعداد كبيرة .
وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك منبرا للإعلام الرياضي ، و أسهمت في إيصال المنتوج بشكل آني وسريع إلى شرائح متعددة وفي أزمنة قياسية وفي الجزائر شكلت مختلف المناسبات والتظاهرات الرياضية إهتمام النشطاء الفيسبوكيين والإعلاميين الرياضيين المنخرطين في موقع " فيسبوك" حيث ساهمو في تغطية العديد من التظاهرات الرياضية ، كالدوري المحلي و كأس العالم و كأس أوروبا لكرة القدم ، ورابطة أبطال أوروبا وكأس الأمم الإفريقية بالغابون 2017 وغيرها من المناسبات الرياضية .
ويعتبر " الكان " أو كأس الأمم الإفريقية حدثا رياضيا هاما للجزائريين وهو من أبرز التظاهرات عالميا ، وفي دراستنا هذه سلطنا الضوء على نسخة الغابون 2017 ، وكيف كان دور الفيسبوك إعلاميا بالنسبة للجمهور ، ويعود إختيار هذه الوسيلة كونها فضاءا حرا للنشر والتعبير، ناهيك عن التغطية الإعلامية التي يقدمها ، ومن هنا اقتضت الضرورة ان تقسم هذه الدراسة إلى ثلاث أقسام ، القسم الأول عبارة عن فصل تمهيدي يتضمن إشكالية البحث والفرضيات ، وأسباب إختيار الموضوع بشقيه الذاتي والموضوعي وأهمية البحث وأهدافه والتعريف بمصطحات الدراسة وأخيرا الدراسات المشابهة .
أما القسم الثاني فهو القسم النظري والذي اشتمل على ثلاث فصول ، حيث جاء الفصل الأول تحت عنوان وسائل التواصل الاجتماعي بينما الفصل الثاني كان بعنوان كرة القدم والجمهور مع التركيز على أهم إنجازات الجزائر ، في حين جاء الفصل الأخير بعنوان كأس الأمم الإفريقية ، مع التركيز على نسخة الغابون 2017 .
أما القسم الثالث من الدراسة يخص الجانب التطبيقي للدراسة ، يحتوي على فصلين ، الأول به الإجراءات المنهجية للبحث حيث استعملنا المنهج الوصفي لملائمته لدراستنا و اعتمدنا على الاستبيان كأداة للدراسة وكان طلبة سنة ثانية ماستر رياضة هي عينة الدراسة .
و اما الفصل الثاني فحتوى على عرض وتحليل ومناقشة نتائج البحث الخاصة بالفيسبوك وتأثيره على الجمهور الرياضي للمنتخب الوطني.
و في الأخير تتضمن الدراسة خلاصة البحث والاقتراحات و الاستنتاج العام كما اعتمدنا على جملة من المراجع باللغتين العربية و الاجنبية .