الخلاصة:
نظرا لتزايد ظاهرة العنف داخل أمكن الرياضة وفي محيط هذه المنشاة، وما يستدعي الانتباه أن اللجوء إلى ممارسة العنف إن كان يتم غالبا من طرف بعض الرياضيين خاصة في الملاعب، فإنه في العديد من الأحيان يتورط بعض المدربين والإداريين كذلك في أفعال الاعتداء بالضرب وما شابه.
إن ظاهرة العنف أو السلوك العدواني بشكل عام في الأطر المختلفة تعد من أكثر الظواهر التي تستدعي اهتمام الجهات الحكومية المختلفة من الناحية والأسرة من ناحية أخرى،ونواجه في الآونة الأخيرة في دول غربية تطور ليس فقط في كمية أعمال العنف، وإنما في الأساليب التي يستخدمها الرياضيين في تنفيذ السلوك العدواني ضد بعضهم البعض أو على الآخرين.
وإذا كانت بعض الأسباب الموضوعية التي تؤدي إلى تزايد هذه الظاهرة تبقى معروفة خاصة بالمحيط ، حيث تنعدم شروط الأمن ويصبح هذا المحيط مرتعا لبعض العناصر المنحرفة، فإن ما يدفعها للبحث هو زيادة السلوكات العدوانية والعنف داخل المؤسسات الرياضية نفسها والتي من المفروض أن تشكل فضاءا تربويا يوظف للتكوين والتربية، ويفترض سيادة علاقات بناءة بين مختلف أطراف العملية التربوية من مدربين وإداريين ولاعبين.
فالوازع الديني مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين اللاعبين ومدربهم، حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر، فكلاهما يتأثر بالخلفية البيئية.
ولعل من أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة العنف والسلوكات العدوانية هي جذور المجتمع المبني على سيطرة السلطة الأبوية فإذا كان مثلا استخدام العنف من طرف الأخ الكبير أو المدرس مباحا ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة وحسب النظرية النفسية الاجتماعية فإن الإنسان يكون عنيفا عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ممكنا، مسموحا، ومتفق عليه، وبناءا على ذلك بعتبر النادي هو المصب لجميع الضغوطات و السلوكات العدوانية للاعبين. كما أن الرياضي يتأثر في بيئته خارج النادي بثلاثة مركبات وهي: العائلة، المجتمع، الإعلام .
ولعل أن للتنشئة الاجتماعية للفرد الدور الكبير في اكتساب السلوكات العدوانية، وبالتالي يكون السلوك العدواني في النادي أو ما يسمى بالعنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية العنيفة.
ومن الأمور التي زادت العنف والسلوك العدواني عند المراهقين ناهيك عن خصائص النمو في مرحلة المراهقة هي الظروف الراهنة في ظـل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والإحباط والتقليد وكذا التأثير الكبير لوسائل الإعلام .... فبهذه الأسباب استفحلت ظاهرة العنف في الوسط الجمهور فنرى أن الفرد يقلل من احترامه لزملائه ، فتكون تصرفاته عنيفة لفظيا، كاستعماله للكلمات الجارحة، والسب والشتم، وقد تتعدى ذلك إلى العنف المادي ″الضرب″ فلطالما سمعنا عن حوادث تهتـز لسماعها القلوب، كأن يعتدي الفرد على مدربه أو يسقط غضبه على زميله أو التعبير عن مواقفه الرجولية أمام الفتيات.
وكان اختيارنا لهذا الموضوع نظرا لما لاحظناه من تجاوز السلوكات العدوانية و العنف للتلاميذ للحد المعقول، وتكمن أهمية البحث في إبراز دور الوازع الديني في التقليل أو الحد من السلوكات العدوانية عند اللاعبين في الوسط الرياضي، ولعلنا ركزنا في هذه المقدمة على ظاهرة العنف ، ودراستنا حول السلوك العدواني، هذا باعتبار أن ظاهرة العنف هي نتاج أو حصيلة غياب الوازع الديني، ففي هذه الدراسة كان التركيز على هذا الجانب.
ومن هذا المنظور تطرقنا في الفصل الأول(الجانب التمهيدي) إلى إشكالية البحث وفرضياته، أهمية وأهداف البحث وأسباب اختياره، كما تطرقنا لتعريف المصطلحات المرتبطة بموضوع البحث .
أما في الجانب النظري تناولنا ثلاث فصول:
الفصل الأول: التربية الوازع الديني.
أما في الفصل الثاني، تناولنا السلوك العدواني، ويندرج تحته، مفهومه، أسبابه، النظريات المفسر للسلوك العدواني، العوامل المؤثرة في السلوك العدواني، أنواعه، ووظائف العدوان، وكذا طرق ضبط السلوك العدواني.
أما الفصل الثالث، تطرقنا فيه إلى رياضة كرة القدم.
أما فيما يخص الجانب التطبيقي الذي يضم فصلين وهما:
الفصل الأول تعرضنا فيه إلى الدراسة الاستطلاعية، تحديد وتعرف مجال الدراسة، وتحديد عينة البحث، وكذا المنهج المستخدم، أدوات البحث والخصائص السيكومترية للأداة، وفي الأخير الطرق الإحصائية المستعملة.
أما الفصل الثاني فتضمن عرض وتحليل ومناقشة نتائج المقياس.
وأخيرا تضمنت هذه الدراسة خلاصة عامة للبحث ثم بعض التوصيات والاقتراحات، ثم المراجع والملاحق.