Abstract:
تعد الشبكات الاجتماعية الالكترونية أحد أهم مظاهر خدمات الجيل الثاني للانترنت التي عرفت اهتماما كبيرا من طرف مستخدمي الانترنت، لأنها منحت لهم فرصة للتواصل والتعبير والمشاركة وزادت من تقليص المسافات بين الأفراد، ومنذ أن ظهرت هذه الشبكات الاجتماعية الالكترونية وخاصة منها شبكة الفايس بوك صاحبتها الكثير من الخطابات التي تعد بثورة جديدة على كل المستويات؛ حيث ستفتح المجال للتواصل العالمي أكثر فأكثر، كما ستكون بديلة لوسائل الإعلام التقليدية وقد تصل إلى حد أن تغيبها، وأنها ستحقق الفضاء العام الحر الذي تحلم به الشعوب التي تتعرض للظواهر كاختطاف الأطفال وتساهم في التغيير ومعالجتها من خلال نشر الوعي وتجعل الجميع ينخرط في التضامن ونشر التوعية .
وقد فتحت وسائل التواصل الاجتماعي أفاقا واسعة لتكوين رأي عام حول القضايا والموضوعات المختلفة المطروحة لدى الأفراد من خلال وسائط الاتصال المتعددة والمتنوعة والتي استمت بسهولة الوصول إليها، ونشر الأفكار والرؤى و القضايا وتعميمها حيث وفرت وسائل الاتصال المختلفة ولاسيما المواقع التفاعلية الاجتماعية مجالا واسعا أمام الأفراد للاطلاع والإلمام بحيثيات أن القضايا المثارة بل ومنحهم الفرصة الكاملة لطرح أي قضية أو فكرة يرغب في تشكيل رأي عام اتجاهها أو العمل على إحباط وإفشال أي من وجهات نظر آخرين التي لا تروق لأفكارهم وقناعاēم، فأصبح بإمكان أي فرد في المجتمع ممارسة حقه الكامل في المشاركة في كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ومن أخطر القضايا التي عالجتها وسائل التواصل الاجتماعي وساعدت في توعية المجتمع ظاهرة اختطاف الأطفال التي انتشرت في الوقت الأخير في الجزائر والتي تعتبر كارثة أخلاقية ودينية وقانونية ونفسية بكل المعايير المجتمعية وهذه الآفة الاجتماعية التي يندى لها جبين الإنسانية أثارت الرأي العام الجزائري وتفاعلت مع مجريات تطور هذه الآفة وسائل التواصل الاجتماعية وخاصة الفيس بوك الذي قام بحملة شرسة حول هذ الموضوع وكان هو الأداة الرئيسة التي نشط من خلالها الرأي العام حملات تحسيسية وتوعوية خاصة بهذه الظاهرة من خلال دفع عددا من النشطاء في العالم الافتراضي لإنشاء صفحات على الفيس بوك لمساعدة أولياء الأطفال الضحايا للبحث عنهم ومحاربت مثل هذه الظواهر ونشر مفهوم التوعية المجتمعية ومعالجتها وتنمية الاتجاهات الوقائية خاصة وأن الوعي المجتمعي والاتجاه الوقائي يمثل صمام الأمان للمجتمع ضد الانحرافات الاجتماعية ومثل هذه الظواهر الشنيعة في حق البشرية ومحارتها بشتى الطرق القانونية.
ولهذا سنحاول في هذه الدراسة دراسة وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تشكيل الراي العام "دراسة ميدانية حول الفيس بوك و ظاھرة اختطاف الأطفال انموذجا" وكانت عينة الدراسة تتمثل في مجموعة من شباب بلدية سيدرحال بولاية الجلفة كميدان للدراسة، بحيث نركز فيها على معرفة مدى استخدامهم للفيسبوك وفعاليته على محاربة قضايا الفساد خاصة اختطاف الأطفال ، وبهذا الصدد تطرقنا في مذكرتنا إلى الإطار المنهجي حيث يتضمن مشكلة الدراسة إضافة إلى التساؤلات الفرعية ثم الفرضيات، وكذلك عرض أهمية الدراسة و أسباب اختيار موضوع الدراسة وأهداف الدراسة ثم المنهج وأدوات جمع البيانات ثم مجتمع البحث ثم الدراسات السابقة ثم مفاهيم الدراسة أما الإطار النظري فيتكون من فصلين الفصل الأول فيتناول شبكات التواصل الاجتماعي ، أما الفصل الثاني فيعرض الرأي العام وظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر ، أما الإطار التطبيقي ففيه عرض وتفسير الجداول ثم النتائج المتوصل إليها
