تأثير وسائل الإعلام والاتصال على اتجاهات الشباب

Abstract

اقترب العالم من بعضه البعض، وبات مجرد قرية صغيرة على حد وصف "مارشال ماك الوهان،" أو ربما أكثر من ذلك فقد أصبحنا نعيش في غرفة واحدة أو بناية واحدة كما يرى عالم الاجتماع الأمريكي " تشارلز كولي" حيث يشرح ذلك بأن الأزمنة والأمكنة والحدود الجغرافية لم يعد لها أي اعتبار في ظل ما جاءت به وسائط الاتصال والإعلام الحديثة، من وسائل وتقنيات جديدة أذهلت الإنسان وجعلته حائرا في كيفية التعامل معها. وفي ظل هذه القرية الكونية لم تعد العلاقات الإنسانية مجرد علاقات تقتصر على البيئة التي عيش فيها، وإنما تجاوز ذلك إلى العالمية باستخدام وسائط الاتصال الجماهيري الحديثة بالصوت والصورة، فلم تعد هناك ضرورة لوجود المرسل والمتلقي في بيئة واحدة، من أجل تلقي الرسائل والتفاعل معها، حيث أتاحت وسائل الاتصال والإعلام الحديثة للأفراد فرص التواصل والاكتشاف والتغيير داخل المجتمعات. ومن هنا فالتطور المذهل في وسائل الاتصال والإعلام أتاح للمعلومات والأفكار قدرات وإمكانات كبيرة على اختراق الحدود والأزمنة، وكل ذلك أثر وسيؤثر في اقتصادنا وسياستنا وتربيتنا وقيمنا على نحو ما. إن البحث الذي بين أيدينا يتناول بالدراسة الميدانية والتحليل والاستنتاج العلاقة الكامنة بين أحد مؤشرات العولمة وهو وسائل الإعلام والاتصال من جهة وبين قيم الشباب الجزائري من جهة ثانية.3 وفي طريقه إلى دراسة هذه العلاقة فقد تضمن هذا البحث أربعة فصول فصل أول اختص ببيان منهجية الدراسة في المبحث الأول من خلال عرض أهداف وأسباب اختيار الموضوع ثم بناء الإشكالية وتساؤلاتها وفرضياتها. ثم الإجراءات المنهجية في المبحث الثاني من خلال عرض منهج الدراسة ومجتمعها وعينتها وتقنيات جمع البيانات مع الإشارة إلى صعوبات الدراسة. وفصل ثان ركز على علاقة الشباب بالقيم من خلال التطرق في مبحثه الأول مفهوم القيم" إلى مفهوم القيم ودراستها في علم الاجتماع ، ثم علاقتها بالمشاكل الاجتماعية، ثم القيم في علم اجتماع المعرفة، ثم في علم اجتماع الثقافة، ثم خصائص القيم وكيف يتم تصنيفها. أما في المبحث الثاني "مفهوم الشباب" فقد تم استعراض مفهوم الشباب و أهمية هذه المرحلة، ثم الشباب وثقافة المجتمع، ثم خصائص الشباب والعوامل المؤثرة فيهم وأخيرا حاجاتهم. أما المبحث الثالث فقد تناول الشباب ومسألة القيم. وفصل ثالث خصص للعولمة ووسائل الإعلام في ثلاث مباحث ، بين أولهم مفهوم العولمة وأنماطها. أما المبحث الثاني فقد ركز على مفهوم وسائل الإعلام والاتصال، ثم تعريف التلفزيون وخصائصه، ثم تعريف الانترنت وخصائصها، ثم دوافع التعرض لوسائل الإعلام، ثم الإ'شباعات المترتبة على استخدامها، ثم مميزاتها في عصر العولمة. أما المبحث الثالث فقد تحدث عن قيم الشباب ووسائل الإعلام. وفصل رابع اختص بالجانب الخاص بالدراسات السابقة بدل الدراسة الميدانية ونتائجها وذلك نظرا للظرف الاجتماعي الاستثنائي الذي اتسم بظهور وانتشار فيروس كوفيد 19في الجزائر وفي كل بقاع العالم والذي جعل من الحماية الصحية4 الوطنية انشغال السلطات العليا وفرضها للحجر الصحي المنزلي والذي تجاوز خمسة أشهر مما أثر علينا نفسيا ومعنويا وذلك بإسقاط دراسات سابقة محدودة في السياق المعرفي العام وربما لا تفي بالغرض العلمي الأكاديمي المعهود في الدراسات العليا ولكنها تبقى ذات أهمية بالغة في الاستفادة منها من الجانب التراثي السوسيولوجي المحض أو من جانب المقاربات المنهجية والتقنية واستغلالها في الدراسات المستقبلية في مستويات أعلى من الماستر