الخلاصة:
للرياضة إيجابيات مفيدة عديدة وضرورية في حياة الفرد، تساعده على التكيف مع محيطه ومجتمعه، وكذا اكتساب مهارات حركية وأنماط سلوكية وعادات صحية سليمة، ويعود الفضل في ذلك إلى الرياضة التي يمارسها الفرد وطبيعتها البدنية، العقلية والاجتماعية والتي تتناسب مع مرحلة نموه وبيئته.
إن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يكتفي بذاته فقط، بل يستعين بغيره هذا من جهة، ومن جهة أخرى التأكيد على ذاتية الإنسان وإعلان رفضه لسيطرة الجماعة على تلك الذات.
ويتحول هذا التعارض بين الجماعة والفرد إلى اتجاهين، أحدهما اتجاه متشائم يؤكد الأنانية الفردية، ويقرر أن الذات تميل دائما إلى أن تنظر إلى الآخرين على أنهم وسائل لتحقيق مآربها أو أعداء يجب التغلب عليهم لتحقيق تلك المطالب.
ويقابل هذا الاتجاه المتشائم اتجاه آخر متفائل يمجد فضائل الصداقة والتفاهم العقلي والحرص على تماسك الجماعة وصلابتها.
حيث يدرك فيها أهمية احترام الأنظمة والقوانين، وأهمية التوفيق بين ما هو صالح له وما هو صالح للجميع وذلك من خلال المباريات والمنافسات.
ومن خلال العلاقة الموجودة بين الرياضات الجماعية والجوانب النفسية والاجتماعية يستطيع الفرد أن ينمو نموا كاملا وسليما، والرياضات الجماعية تعمل على تمكنه من التفاعل والاندماج مع الآخرين اللذين يساعدان على فهم العلاقات، ولكي يتكيف المراهق معها يجب عليه أن يستخدم قدراته الذكائية التي تسمح له بتحقيق التوازن مع محيطه وذلك بطريقتين:
• الأولى يتم التكيف على حساب التعديلات التي تحدث في بنية المراهق من تغيرات نفسية واجتماعية.
• الثانية من خلال تفاعله ومعاملته مع الأفراد والتنسيق بينه وبينهم.
إن مرحلة المراهقة محاطة بالمشاكل النفسية والاجتماعية، وفيها يكون الفرد أمام فوهة الانحراف النفسي والاجتماعي التربوي، فلذا وجب علينا النظر في الطريقة المثلى لاندماج هذا المراهق داخل الجماعة، وبحكم ما تحمله ممارسة الرياضات الجماعية من وسائل الإفراغ وإشباع الحاجيات النفسية والاجتماعية للمراهق، فهي تمثل الدواء الذي من خلاله يمكن التخفيف من مشاكل الشاب في محيطه الاجتماعي، وهذا من خلال التفاعل الكبير بين الأفراد الذين ينجم عنهم ما نسميه بديناميكية الجماعة.