الخلاصة:
عند دراسة واقع استخدام التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال في السياق الأسري وآثاره على العلاقات الأسرية و الشباب على وجه الخصوص ، إذ شهد العالم في نهاية القرن الماضي تطورا سريعا للتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال و خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي فانتشرت الأقمار الصناعية وبرزت شبكة الانترنت وازداد استخدامها على نطاق واسع وتطور استخدام التلفزيون والهاتف النقال...الخ وكان من نتاج هذا التطور أن تغيرت طبيعة هياكل المجتمع عموما ومؤسساته الاجتماعية خصوصا.
وتعد الأسرة الجزائرية من بين أهم هذه المؤسسات التي مسها التغير حيث تحولت مع مرور الوقت من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية، كما تغير نمط العلاقات الأسرية من عدة نواحي فتقلصت الجلسات الأسرية ونقص الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة الواحدة.
من جانب آخر تخلت الأسرة على الكثير من الأدوار والمهام والوظائف التي كانت تقوم ما في الماضي لصالح مؤسسات أخرى كالمؤسسات الاجتماعية والإعلامية هذا ما أدى إلى تأرجح الغرد في الجتمع الحالي بين الغردانية والاجتماعية بالموازاة مع انتشار التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال.
إن هذه التقنيات بالرغم من تمتعها بمزايا كثيرة وتوفيرها لخدمات عديدة حيث جعلت العالم يبدو كقرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات، إلا أنجا تثير من جانب آخر سلسلة من الإشكاليات والتساؤلات حول مساهمة هذه التقنيات الجديدة في عزل أفراد الأسرة الواحدة بعضهم عن بعض بفعل الاستخدام الفردي للحواسب والانترنت والذي يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة