Abstract:
إن التحولات التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، ولدت في الكثير من الدول و الأقاليم شعورا باللاأمن و اللااسقرار، و من بين هذه الأقاليم حوض البحر الأبيض المتوسط الذي تربط ضفتيه بين دول متقدمة في الشمال و دول متخلفة في الجنوب، فالمتوسط يطرح ثنائية متقابلة متناقضة، من جهة ترسيخ التكتل المكون من دول متقدمة، و من جهة أخرى تكريس تهميش الدول المتخلفة، إلا أن طبيعة التهديدات ليست نتاج أو خطر عسكري واضح المعالم، بل هي تحديات تبدو متنوعة و مختلفة من حيث المظهر و الشكل، و تشترك من حيث مصدرها، متمثلة في تحديات اجتماعية، اقتصادية بالدرجة الأولى و ليست عسكرية تقنية بحتة، ولعل من ابرزها الهجرة غير الشرعية، الارهاب الدولي، الجريمة المنظمة… ما استدعى بالدول الأوروبية بإعادة النظر في علاقاتها مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط، ومن بينها الجزائر خاصة و أنها تملك عمق استراتيجي مهم في المتوسط، و ما لها من دور فعال في إرساء مبادئ السلم و الاستقرار، من خلال دبلوماسية نشطة على المستوى الاقليمي و الدولي خولتها الانضمام لمختلف المبادرات الأمنية الأوروبية في المتوسط، وذلك في محاولة للحد من خطر هذه التحديات