Abstract:
تسلط الدراسة الضوء على العلاقات الروسية الأوروبية والعمق الاستراتجي بينهما، وهي علاقة تتميز بالتعقيد والتداخل في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، فروسيا تعد احد الشركاء الأساسيين في القضايا الأمنية الأوروبية، ولا يمكن الحديث عن الأمن الأوروبي دون التطرق إلى الدور الروسي وتأثيره في المنظومة الأمنية الأوروبية، ومنه أصبحت القارة الأوروبية تشكل محور اهتمام بالغ الأهمية في الإستراتيجية الروسية إذ تعد عمقا حيويا في أمنها القومي.
تساهم هذه الدراسة في فهم سلوك كلا الطرفين بوصفهما فاعلين أساسيين في النظام الدولي، وتكوين صورة أكثر دقة في فهم الصراعات التي تدور في محيط كل من روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي.
تعد روسيا اكبر مصدر للطاقة إلى أوروبا واكبر شريك تجاري لها ما يجعل العلاقة تخضع لثنائية الصراع والمصالح في توازنات القوى في بنية النظام الدولي من جانب، وضرورات الاعتمادية والتعاون من جانب آخر، فقد أثبتت العديد من القضايا والأحداث تباين في المواقف بين الطرفين وعدم الوصول لتأسيس مواقف موحدة، خصوصا وان روسيا البوتينية تستخدم في كل مرة ورقة الطاقة للضغط على سياسات الاتحاد الأوروبي ما يجعلها تكسب رهانات رغم العقوبات التي تفرض عليها (ضم القرم)، وبالتالي فان روسيا ومن منطلق براغماتي واقعي تستمر في توسيع نفوذها تجاه القارة الأوروبية لاسترجاع مكانتها كقوة عالمية.