Abstract:
ان سعي اوروبا نحو تحقيق مسعاها في لعب دور فعال وناجح على المستوى العالمي من خلال بناء سياسة امنية مستقلة عن التاثيرات الامريكية انعكس على علاقات الاتحاد الاوروبي على المستوى الخارجي وذلك من خلال محاولة هذا الاخير اقامة علاقات خارجية مع المناطق المجاورة والتي يعتبرها اما مناطق نفوذ ( جنوب المتوسط ) او مناطق يجب التعامل معها على اساس تعاوني ( روسيا ) ومناطق اخرى يرى الاتحاد الاوروبي بضرورة دمجها ضمن البيت الاوروبي ( شرق اوروبا ) ، وذلك من اجل تحقيق مشروعه الامني القائم على اساس المفهوم اللين للامن والذي يمثل بديلا للمفهوم الامريكي القائم على اساس القوة العسكرية ، وبالتالي فالاوروبيين يسعون الى تحقيق اهدافهم ومبادئهم بما يخدم المصالح الاوروبية بعيدا عن الضغوط الامريكية.
كذلك في جانب اخر فالاتحاد الاوروبي وفي سعيه نحو تجسيد مشروعه الامني فرض عليه توضيح اهدافه ومبادئه المعتمدة لبناء سياسته الامنية المشتركة ، فالاتحتد الاوروبي في هذا المسعى واجه مجموعة من التحديات على المستويين الداخلي والخارجي والتي اعاقت مسيرته نحو الوصول بالتكامل الاوروبي نحو مستوياته العليا ( الامن والدفاع ) ، واهم هذه المعيقات الانقسام في فكرة التوجه نحو الجبهة الاطلسية بين اقطابه ، الا ان هذا لم يؤثر على المسعى الاوروبي من خلال امكانيات الاتحاد الاوروبي في جميع المجالات ( الاقتصادية ، السياسية والعسكرية )، فالاتحاد الاوروبي يراهن على امكانياته السابقة الذكر من اجل الوصول الى تحقيق مبتغاه لوضع سياسة امنية اوروبية مستقلة عن التاثيرات الامريكية .