الخلاصة:
إن موضوع جريمة العدوان ينحصر تقريبا في إشكالية واحدة، وهي تعريف هذه الجريمة وقد استطاعت هيئة الأمم المتحدة أن توجد تعريفا لها بواسطة قرار صادر عن الجمعية العامة هذا الأخير الذي يعد عملا رئيسيا، لكي تحقق الأمم المتحدة هدفها الرئيسي بمنع الم تع دي من التماس الأعذار القانونية للتهرب من المسؤولية. وهيئة الأمم المتحدة تو اجه جريمة العدوان بواسطة قرارات تتخذ على مستوى أجهزتها، وخاصة مجلس الأمن، الذي له أن يتصرف بموجب الفصل السادس قبل ارتكاب جريمة العدوان، والفصل السابع بعد ارتكابها، لكنها أخفقت في كثير من الحالات في مواجهتها لأ ن جريمة العدوان عادة ما ترتكبها الدول الكبرى التي تتمتع بحق الفيتو الذي يمكنها من حماية نفسها والدول التابعة لها من أي قرار يدين ما ارتكبته من أعمال عدوانية. وبالرجوع إلى القضاء الدولي الجنائي نجد أن حكمتا نورمبرغ و طوكيو استطاعتا توقيع المسؤولية الجنائية الدولية للأفراد عن جريمة العدوان و . تعريف جريمة العدوان الوارد في أن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية له تأثير كبير في رسم حدود هذه الجريمة ، هذا التعريف الذي جاء بعد نقاشات حادة تؤكد عدم جدوى قرار التعريف الصادر عن الجمعية العامة. إن مواجهة المحكمة الجنائية الدولية ل جريمة العدوان تكون بعد وقوعها، فتجريم العدوان أصبح قاعدة دولية آمرة يوقع العقاب على من يقوم بانتهاكها ، لكن الممارسة الفعلية لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية عن هذه الجريمة لن يكون إلا بعد سنة 2017 مع ترك الباب مفتوحا للدول لقبول اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في جريمة العدوان، مما يجعلنا لن نتوقع الكثير من المحكمة الجنائية الدولية في مجال ملاحقة الأفراد عن هذه الجريمة.
