الخلاصة:
نظام الجزاءات الدولية واحدا من أهم الركائز التي تستند عليها القواعد القانونية
الدولية حيث يؤدي الإخفاق في تحقيق الإنصياع إلى أحكام القانون الدولي عبر الوسائل العادية
لتسوية النزاع بصورة سلمية إلى فرض جزاءات دولية يكون الهدف منها في الأساس تقويم
سلوك الدولة المنتهكة و ردعها عن انتهاكها .
و من هنا فإن الجزاءات الدولية لها أهميتها البالغة في تفعيل قواعد القانون الدولي
و تأكيد احترامها؛ و بما أن محور دراستنا يدور حول الجزاءات الدولية غير العسكرية فإن لهذه
الأخيرة أهمية بالغة و دور فعال في هذا الإطاربنوعيها الدبلوماسية و الإقتصادية .
حيث أن الجزاءات السياسية أوالدبلوماسية كما يصطلح عليها تسمح بإعطاء فرصة
للدولة المنتهكة من أجل مراجعة تصرفاتها و العمل على تغيي . اره إذ تجعلها في موقف محرج
في مواجهة الدول الأخرى أو المجتمع الدولي برمته .
و قد تقتصر الجزاءات الدبلوماسية على توجيه لوم أو إصدار احتجاج في حق الدولة
المخطئة من دولة معينة أو من طرف المجتمع الدولي في إطار الهيئة الأممية, و قد يتطور
الأمر مما يستدعي استخدام جزاء أكثر شدة يتمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل يوحي
بتطور الوضع و بلوغه درجة أكبر من التأزم؛ في حين تلجأ الهيئة الأممية إلى جملة من
العقوبات تتمحور أساسا في تعليق عضوية الدولة المنتهكة أو طردها من المنظمة