Abstract:
شهدت الكثير من المجتمعات الراقية التكفل و تطوير مختلف الفئات العمرية، المجتمعات التي تهدف إلى مساعدة هذه الفئات الخاصة على الإندماج في المجتمع وفق المعايير الاجتماعية ، بما يتوافق مع المتطلبات الحالية والتي تسمح للشخص بتحقيق حاجياته ورغباته الذاتية والتي تمثل إحدى أهم الغايات التي تصب إليها سائر الأمم وذلك لإحداث تغير مقصود به توافق الإنسان وتحسين أدائه .
وتعد الخدمات التي وجهت لصالح الفئات الخاصة نتيجة حتمية وذلك بالنظر إلى ظهور العديد من الفئات الاجتماعية الخاصة نتيجة لجملة من الأسباب وهذا ما يمكننا التعرف عليه من خلال هذا البحث .
ومن بين هذه الفئات الخاصة مرضى داء السكري ، حيث يعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تعاني منها معظم دول العالم ، كما أنه من بين التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات لتحقيق نسقها الاجتماعي ، وهذا ما دفع بدول العالم نحو تكريس كل الجهود لتمكين فئة مرضى داء السكري من رعايتهم والتكفل بهم داخل الوسط الذين يعيشون فيه من خلال ترقية الوضعية الاجتماعية والصحية والقانونية لهم .
والملاحظ أن أحد المشاكل التي يعاني منها مرضى داء السكري تتمثل في ارتفاع مستوى الاكتئاب لديهم ،وهذا ما يؤثر سلباً على الجانب النفسي لدى المصابين ، حيث يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة ، خاصة مرضى السكري .
وانتشار الاكتئاب بين المرضى يحضا باهتمام ، لأن الاكتئاب كاضطراب نفسي يصعب تشخيصه الطبي للمرضى عامة و لأصحاب الأمراض المزمنة خاصة وذلك لأن الإكتئاب حالة نفسية يصعب تشخيصها عادة في المريض .
والتأثر النفسي أحد أكثر الأمراض شيوعا ً في الوقت الحاضر وتؤكد الدراسات الحديثة بإمكانية انتشاره في المستقبل ، والاكتئاب النفسي هو المرض الذي يؤثر على طريقة التفكير والتصرف ، ويصاب به الذكور والإناث على حد سواء ،كذلك يصاب الصغار والكبار وكذلك المسنين ، لا يفرق بين مستوى التعليم والثقافة ولا المستوى المادي ، الجميع عرضة للإصابة به .
وفي وقتنا الحاضر أكد الخبراء والباحثون في ميدان النشاط البدني والرياضي والترويحي وغيرهم ، ليمدونها بأحدث الطرق والمناهج التربوية ، مستندين في ذلك إلى جملة من العلوم والأبحاث الميدانية التي جعلت الفرد الممارس لنشاطاته موضوعا ً لها ، وهو ما جعل الدول المتقدمة تشهد تطورا ً مذهلا ً في مجال تربية ورعاية الفئات الخاصة عموما ً ، وبلغت المستويات العالية وأصبح الآن يمكننا التعرف على حضارة المجتمعات من خلال التعرف على الأدوات والوسائل التي تستخدمها في هذا المجال.
ويعد النشاط البدني الرياضي من الأنشطة البدنية التربوية الأكثر انتشارا ً في كل الأوساط ، ومما ساعد على ذلك أن النشاط الرياضي يعد عاملا من عوامل الراحة الإيجابية التي تشكل مجالا هاماً في استثمار وقت الفراغ ، بالإضافة إلى ذلك يعتبر من الأعمال التي تؤدي للإرتقاء بالمستوى الصحي والبدني للفرد .
ومن هذا المنطلق وباعتبار أن الأنشطة البدنية الرياضية المكيفة تمثل شكلا ً من الأشكال التي يمكن أن تساهم في النهوض بالمصابين بالداء السكري والترويح عن عنهم عن طريق التقدير الإيجابي لذاته حيث أثار فينا الرغبة والميول إلى البحث في هذا المجال وذلك عن طريق دراسة النشاط البدني الرياضي المكيف وعلاقته بالجانب النفسي لدى المصابين بالداء السكري ، ولبلوغ ذلك قسمنا بحثنا إلى قسمين أولهما الجانب النظري الذي يتضمن ثلاثة فصول ، في الفصل الأول تطرقنا فيه إلى ماهية النشاط البدني الرياضي المكيف ، أما في الفصل الثاني تناولنا فيه الداء السكري أما في الفصل الثالث تطرقنا إلى علاقة النشاط البدني الرياضي المكيف بالداء السكري
أما الجانب التطبيقي للدراسة ، والذي قسمناه بدوره إلى فصلين : ففي الفصل الأول تناولنا المنهجية المتبعة والتي تتضمن المنهج المتبع ومجتمع البحث وعينته وكذلك الدراسة الاستطلاعية ومجالات البحث وأدوات الدراسة وأساليب المعالجة الإحصائية ، أما في الفصل الثاني فكان لعرض وتحليل النتائج ، أما في أخر موضوعنا ختمنا بخلاصة كانت تلخيص لمجمل ما تطرقنا إليه والتي قدمنا فيها جملة من الاقتراحات التي نراها مناسبة لخدمة هذا البحث بصفة خاصة ونتائج يمكن أن تنفنا في المستقبل ربما في مجال الأنشطة البدنية الرياضية .