Abstract:
إن التطور الرياضي البارز الذي وصل إليه علماء الإسلام الذين حازوا الريادة في مجال تطوير العلوم الرياضية وأثّروا على العلوم الحديثة وكانوا حلقة وصل بين الحساب القديم والثورة الرياضية الحديثة؛ هذه الحلقة التي لولاها لتأخر تطور الرياضيات سنوات أو قرون، هذا التطور لم ينعكس على علم الميراث خاصة بعد اختراع الرموز الرياضية في القرون الثلاث الأخيرة، وبما أن البحث توصَّل إلى دوال رياضية مستوحاة من أدِّلة شرعية قطعية الثبوت والدلالة والتي مكنت من إيجاد قواعد بسيطة نقسم بها التركة سواء بالنسبة المئوية أو نقسم التركة مباشرة في جميع أنواع مسائل الميراث (العادلة، الردية، العائلة والتعصيب) كما تُمَّكّن من حل مسائل التقدير والاحتياط والمناسخات؛ أو مسائل الوصايا من المعادلة المستحدثة من آية الوصية؛ فيمكن أن أورد جملة من النتائج والتوصيات:
أولا/ النتائج:
1-الدالة الرياضية المستعملة في مسائل الميراث مستوحاة من دليل شرعي قطعي الثبوت وضني الدلالة، وتأكدت دلالته الحسابية، لأنها طبقت في كامل مسائل الميراث المتفق عليها، والمختلف فيها،من الحديث الذي رواه ابن عبّاس رضي الله عنه وهو قوله صلى الله عليه وسلم :«ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر» فيقدم لنا معادلة تحل جميع أنواع مسائل الفرائض، وهي كالتالي: ت(1– ف) = (ذ+ ث/2) س.
يمكن البرهان عليها بالمعادلة الرياضية بالجبر والمقابلة وبجملة من البراهين العلمية هي:
أ) المسائل العادلة ومسائل التعصيب نحلها بالدالة الخطية (الجبر والمقابلة).
ب) المسائل الردية والعائلة يمكن البرهان عليها بعدة طرق علمية رياضية هي:
- المتتالية الهندسية : وهي تتطلب برهان رياضي للمتخصصين ويمكن الجمع بينها وبين الجبر والمقابلة كنتيجة جديدة.
- النسبة والتناسب وهي الطريقة الأسهل والأبسط لمن لا يتقن البرهان بالمتتالية وقد نص عليها عدد من أئمة الإسلام كالإمام القارافي في كتاب الذخيرة والتي أكَّد أنه لا يمكن أن تدخل نتائجها التناقض أو الخلل ولذا يسميها الشافعية المربع الذهبي وبلغة العصر الحديث الطريقة الثلاثية.
- الطريقة الحدسية في المعادلة بتحويل رمز التركة ت إلى تَ وهي التركة الدلالية التي قدمت عليها البرهان بالطرق السابقة.
- الطريقة الحدسية للإمام الكلوذاني رحمه الله.
2- يمكن قسمة التركة باستعمال النسبة المئوية والمعادلة الرياضية؛ كما يمكن تقسيم التركة الحقيقية بنفس القواعد الحسابية، وذلك بجعل التركة مهما كان نوعها كأصل للمسألة، ويقسّم مباشرة على الورثة بالقواعد الحسابية البسيطة: الجمع، الطرح، الضرب والقسمة) كما يمكن أن نجعل النسبة المئوية الكاملة (100%) كأصل للمسألة.
3-دعم الطريقة الأصلية والتقليدية باضافة هذه الطريقة، مع إلغاء التصحيح والتأصيل والموافقة بين الأنصبة وعدد الرؤوس باستعمال قواعد المعادلة.
أ)يمكن تطبيق طريقة المعادلة في مسائل التقدير والاحتياط ومسائل المناسخات بطريقة سهلة جداً حتى للذي لا يتقن البرهان الرياضي، وذلك بالنسبة المئوية أو التقسيم المباشر للتركة.
ب) المعادلات الرياضية في مسائل الوصايا مستوحاة من قوله تعالى:﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ.....﴾ الواردة في سورة النساء الآية 11، 12.
ج)يمكن حل مسائل الوصايا بكل أنواعها بطرح الوصية من التركة؛ أو نطرح نسبة الوصية من النسبة المئوية الكاملة ونوزع الباقي على الورثة بطريق معادلة الميراث، والتي وافقت رأي المالكية.
وأنواع الوصايا التي تحل بمعادلة الوصايا هي:
- الوصية بنصيب وارث معلوم.
- الوصية بمثل نصيب وارث غير موجود.
- الوصية بمثل نصيب صاحب فرض.
- الوصية بمثل نصيب صاحب تعصيب.
- الوصية بمثل نصيب صاحبي فرضين.
- الوصية بمثل نصيب صاحب فرض وصاحب تعصيب.
د) المعادلة تثبت الارتباك الحسابي في مسألة التنزيل والوصية بنصيب وارث لو كان. كما أوحت بمسائل يستحيل فيها التنزيل استحالة قانونية وفقهية.