Abstract:
ترتكز الرعاية الاجتماعية والنفسية للمتخلفين عقليا على النظرة التي تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة
نحو أهمية الرفع من الرعاية الاجتماعية والتربوية التي يجب أن توليها المجتمعات العربية لأطفالها المعاقين بهدف الرفع من مستوى الكفاءة البدنية والاجتماعية ,والعمل على الاستفادة من الطاقة الكامنة لديهم وإعدادهم للحياة في مجتمع يستطيعون أن يستغلوا فيه قدراتهم وإمكانياتهم ,ليصبحوا أفرادا قادرين على العمل والإنتاج .
وإذا كان توفير الرعاية التربوية والنفسية للمتخلفين عقليا يعد واجبا من واجبات الدولة والمجتمع على مجموعة من أبنائهم ,فان هذا البحث يمثل خطوة في هذا الاتجاه ,باعتبار النشاط البدني الرياضي المكيف يمثل فضاءا واسعا في العناية بهذه الفئة من المعاقين , خصوصا وان هذه الفئة يشكون من معوقات في الإدراك الحسي مثل : ضعف البصر والسمع , وإدراك معاني المؤثرات الحسية والتمييز بينهما من ناحية الشكل والحجم واللون والطول والبعد والصوت والنطق ..... الخ ,مما يعوق الطفل على اكتساب الخبرات في البيئة المحيطة به إذ تعتبر الحواس أبواب المعرفة الأولية عند الطفل المتخلف عقليا ,ولذلك كان تدريب الإدراك الحسي ومن أهم الأسس التي قامت عليها تربية هؤلاء الأطفال , كما يشكون من معوقات عضلية وحركية من حيث تخلف في نمو العضلات وعدم مرونة الحركة وفقدان الاتزان الحركي أثناء المشي والجري ,مما يعوق الطفل عن القيام ببعض الأعمال الضرورية في التعليم مثل القبض على القلم أثناء الكتابة أو الجلوس لمدة طويلة ,وكذا نشاط الطفل داخل المدرسة وخارجها .
كما يتميزون بعدم الاستقرار والحركة المستمرة بدون هدف معين, في حين أن البعض منهم يعرفون بالخمول وعدم النشاط وعدم القدرة على التركيز لمدة طويلة وعدم الاعتماد على النفس والتعاون مع الغير وعدم مرافقة النظم والعادات الاجتماعية للأسرة , إلى غير ذلك من الصفات التي يجب توافرها للطفل حتى يستطيع القيام بأعماله الضرورية اليومية.(1)
وان كان الطفل المتخلف عقليا لا يستطيع اكتساب المهارة الحركية بدرجة عالية مثل الأطفال الأسوياء ,لكن ينبغي التأكيد على تعلم المهارات الحركية الأساسية ,كالوقوف الصحيح ,والمشي والجري والقفز والتعلق ... الخ ,باعتبارها حركات أساسية هامة لتكيفه البيئي مع محاولة تعليمه المهارات الحركية (لخاصة) الرياضية التي تتناسب وحالته التي لا تتطلب أبعادا معرفية كثيرة ,أو توافقا عاليا بين أجزاء جسمه وفي نفس الوقت تعمل على زيادة مستوى اللياقة البدنية وتحسين النغمة العضلية بهدف إصلاح القوام (2).
وبالرغم من إن الأطفال المتخلفون عقليا في الجزائر في أمس الحاجة إلى مثل هذا النشاط الرياضي الذي يقوم على الأسس العلمية والمنهجية التي تلائم قدراتهم واستعداداتهم وخصائصهم , إلا أن العملية التربوية التي
تتم في المراكز الطبية البيداغوجية ما زالت تقوم على أساس الاجتهادات الشخصية للقائمين على هذه الفئة من الأطفال, حيث أظهرت دراسة سابقة أن البرامج التعليمية تحضر على مستوى المركز من طرف المربين معظمهم ذو مستوى الثالثة ثانوي الذين يفتقرون إلى أنجع الطرق والوسائل المتبعة في هذا المجال .
وهي نفس النتيجة التي توصلت إليها معظم الدراسات على المستوى العربي حيث أوضحت دراسة محمد عبد المومن " انه وعلى الرغم من أن تلك الفئة من الأطفال المعوقين عقليا في أمس الحاجة إلى منهج خاص أو برنامج دراسي يلائم قدراتهم المحدودة على الفهم والتفكير ويتناسب مع قدراتهم الجسمية وتآزرهم الحسي الحركي ,فان العملية التعليمية في تلك المدارس (مدارس التربية الفكرية )لازالت تقوم على أساس الفهم والاجتهاد الشخصي للقائمين على تربية الأطفال المتخلفين عقليا وكل ما يدرس من برامج تعليمية مبني على أساس توجيهات وتوصيات من المختصين بالتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم وفي كثير من الأحيان يضطر المدرس في مدارس التربية الفكرية اللجوء إلى برامج المدرسة العادية وطرق تدريسها وهنا يواجه العديد من المشكلات .(1)
وللإيفاء بالغرض قمنا بتقسيم دراستنا إلى بابين: خصصنا الباب الأول للجانب النظري الذي يحتوي على ثلاث فصول.
الفصل الأول: تطرقنا فيه إلى النشاط البدني الرياضي المكيف
الفصل الثاني: تحدثنا فيه عن التفاعل الاجتماعي
الفصل الثالث: تحدثنا فيه عن التخلف العقلي.
أما الباب الثاني فخصصناه للجانب التطبيقي الذي تناولنا فيه فصلين:
الفصل الأول: تحدثنا فيه عن المنهج المتبع، مجالات البحث، وسائل البحث، وكيفية توزيع الاستبيان.
الفصل الثاني: فخصصناه لتحليل وعرض نتائج الاستبيان الخاص بالقائمين على المركز ثم استخلصنا جملة من النتائج.