الخلاصة:
ما يمكن استخلاصه مما سبق هوأن المجالس المحلية المنتخبة في الجزائر، تتمثل في صورتهما المجلس الشعبي البلدي، وهوإحدى هيئات البلدية الخاصة بالمداولة ويضـم أعضاء من أهالي المنطقة، ويختلف عدد أعضاء المجلس من بلدية إلى أخرى حسب الكثافة السكانية لكل منها، أما المجلس الشعبي الولائي فهوإحدى هيئات الولاية، ولا يختلف هذا الأخير عن سابقه من حيث التشكيل فكلاهما ينشأ عن طريق الاقتراع العام السري والمباشر، وتمثل المجالس المحلية الإرادة الشعبية ذلك أنها الأقرب من المواطن والأكثر دراية بمشاكله وخصوصياته وبغية تحقيق المجالس المحلية لأهدافها المنشودة وعلى رأسها تنمية المجتمع المحلي فانها تمارس عليها رقابة وصائية من قبل الجهة الوصية (الوالي ووزير الداخلية) حتى تضمن المشروعية لها التنمية المحلية هي العملية التي يتـم من خلالها التنسيق بين جهود الإدارات المحلية والدولة، بغية الارتقاء بالمستوى المعيشي للمجتمعات المحلية في جميع المجالات، ما يضمن التنمية الوطنية الشاملة.
تلعب المجالس المحلية المنتخبة دورا جوهريا في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر، وذلك من خلال الصلاحيات التي خولها إياها قانون الجماعات المحلية (قانون البلدية وقانون الولاية) في جميع الميادين الاجتماعية الاقتصادية والثقافية، فالمجلس الشعبي البلدي يمثل الوسيلة الأساسية لتجسيد مشاريع التنمية المحلية على ارض الواقع بينما المجلس الشعبي الولائي فله دور مختلف في إطار التنمية المحلية فهويعد تقارير حول وضعية كل قطاع ويرفقه بجملة من التوصيات، ينافش هذه التقارير في مداولاته بحصور الوالي ورؤساء الدوائر والبلديات ومصالح المعنية ويمكنه أن يخطر وزير الداخلية بذلك.
مرت التنمية المحلية في الجزائر من الاستقلال إلى اليوم جملة من الإصلاحات بهدف مواكبة التطورات الحاصلة كالتوجه لاقتصاد السوق وكذا التعددية الحزبية، ولكن التنمية المحلية في الجزائر والدول النامية عامة تعاني من عدد من المشاكل الفنية والمالية والإدارية التي تقف عائق امام تحقيقها، ولكن المشاكل أنفة الذكر يمكن تجاوزها من خلال إصلاح الإدارة المحلية وتفعيل جميع شرائح المجتمع كالمجتمع المدني والقطاع الخاص أوما يسمى بالشراكة.