الخلاصة:
تعتبر كرة القدم من الرياضات الجماعية الأكثر شعبية في العالم، حيث نالت شهرة عالمية واسعة، وذلك لما تتميز به هذه اللعبة من خصائص ومميزات جعلتها تختلف عن باقي الرياضات الأخرى، فهي لعبة يغلب عليها الانسجام والتنظيم بين لاعبي الفريق وكذا التعاون والاحترام المتبادل، كما يطغى عليه طابع المنافسة والتشويق، فهي تلعب دورا هاما في إقامة علاقات وطيدة في حياة اللاعب الاجتماعية، فهي تشكل نشاط جماعيا ذو خصوصيات تفتقد في غيرها من الأنشطة الرياضية الأخرى، من منافسة واحتكاك، فهي ككل رياضة تعمل على تحقيق الصحة البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وتحقق السمو بالإنسان إلى أعلى درجات النبل وإكسابه القيم الأخلاقية الشريفة من تعاون وتسامح وتفاهم وحسن معاملة وتنافس شريف، فيتولد عن ذلك صلابة في العلاقات الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية، وهذا ما يسعى إليه كل إنسان مسئول كل من مكانه، الأب مع أبنائه والأستاذ مع تلاميذه والمدرب مع لاعبيه والمعني خصوصا هنا هو المراهق دون شك الذي هو في طريق النضج، فنموه النفسي والاجتماعي والأخلاقي إما أن يكون ايجابيا أو سلبيا لأنه في مرحلة تتميز بخصائص كثيرة يواجه اللاعب المراهق خلاله أزمات كبيرة تعيق نموه النفسي والاجتماعي وكذا الأخلاقي ويكتسب اللاعب المراهق خلال هذه المرحلة طباعا وأخلاقا سيئة كالأنانية والعنف والعدوانية، هذه الأخيرة أصبحت هاجس مرعبا يهدد ملاعبنا ورياضتنا.
يعتبر السلوك العدواني من الظواهر الملازمة لحياة الفرد والتي تكون في بعض الأحيان مكبوتة تسبب اضطرابات داخلية تؤثر سلبا على النمو الجيد للمراهق وتكون في البعض الأخر معلنة كإلحاق الأذى بالغير بشتى الأنواع من ضرب وشتم وسب وغيرها كما تتطور هذه السلوكات بصفة خاصة في مرحلة المراهقة لذا فالنشاط الرياضي الاجتماعي يستوجب تكفلا ذاتيا لكل فرد وتحمل المسؤولية اتجاه الآخرين وعلى هذا الأساس يبرز دور المدرب وأهمية فهمه لسلوك لاعبيه وذلك بتحسين العلاقات داخل الفريق وتحقيق الوئام والتفاهم والتخفيف من التوترات بينهم وبين منافسيه والتقليل من السلوك العدواني بالإضافة إلى فهم الظاهرة الاجتماعية حتى يتسنى للمدرب التأثير عليها من خلال سلوك الفرد ومنه يتبين لنا الدور الكبير الذي يلعبه مدرب كرة القدم فهو الشخص الذي يربي يشرح ويعلم وبصفة عامة هو الذي يقوم ويسهر على عملية تدريب جماعة الفريق الرياضي.
إن عملية التدريب تقتضي جملة من الخصائص الواجب توفرها في المدرب منها الكفاءة في قيادة الأفراد حسن التنظيم والتخطيط بالإضافة إلى النضج الانفعالي وهذا كله من اجل الارتقاء بالمستوى الحركي والنفسي للفريق وتقويته وتدعيمه بتقنيات جديدة وإظهار وتوثيق الروح الجماعية ومن خلال هذه الخصائص التي يجب توفرها في المدرب ندرك بأن المدرب هو القائد الحكيم الموجه لسلوك لاعبيه نفسيا واجتماعيا وهو بمثابة المرشد نحو تحقيق الأهداف المسطرة.
ومن خلال بحثنا هدا نحاول أن نقدم ما استطعنا جمعه من معلومات قيمة حول دور وتأثير المدرب في السلوك العدواني خاصة فيما يتعلق بالتقليل من هذا السلوك.
بدأنا بحثنا بإشكالية لها خلفيات مسبقة وأتبعناها بفرضية عامة وأخرى جزئية.
الجانب النظري: تناولنا فيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: التدريب الرياضي ومدرب كرة القدم:وقد تناولنا في هذا الفصل مفهوم التدريب الرياضي أهدافه مبادئه خصائصه وأخلاقياته وواجباته وتكلمنا عن مدرب كرة القدم شخصيته ، أدواره، وعلاقات التفاعل معه في الفريق، فهذا الفصل رئيسي مهم جدا في دراستنا.
الفصل الثاني:اللاعب المراهق وكرة القدم: تحدثنا فيه عن فئة الأواسط تعريفها خصائصها وأهم أزماتها وتكلمنا أيضا عن كرة القدم ونبذة تاريخية عنها وأهمية ممارستها وتناولنا أيضا عدة معلومات عن كرة القدم.
الفصل الثالث: السلوك العدواني:في هذا الفصل تناولنا شيئا من التفصيل حيث تم ذكر كل ما يتعلق بالسلوك العدواني مفهومه دوافعه وأهم النظريات المفسرة لهذا السلوك العدواني وذلك لأهميته في بحثنا، أما الجانب التطبيقي فخصص للدراسة الميدانية الاستنتاجات الاقتراحات والتوصيات. أملنا في الختام أن نحض بنوع من التوفيق من الله سبحانه وتعالى في هذا العمل ونرجو من زملائنا الطلبة التوسع في هذا المجال.
