الخلاصة:
لقد ارتبطت الدبلوماسية بتطور العلاقات الدولية ،فمن دبلوماسية مؤقتة إلى دبلوماسية دائمة ، ومن دبلوماسية سرية إلى دبلوماسية علنية، ومن دبلوماسية ثنائية إلى دبلوماسية متعددة الأطراف والأشكال، فإن العلاقات الدبلوماسية ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة قدم المجتمعات، و ما يجعل هذه العلاقات محل التحقيق و التجسيد في أرض الواقع هو أن يكون لكل دولة بعثة دبلوماسية تقوم بتمثيلها لدى دولة أخرى. أما عن ممارسة الدبلوماسية وتطبيق قواعدها لم يقتصر فقط على المجتمعات الأوربية وحدها فهناك مجتمعات أخرى كانت قد عرفتها، ومنها المجتمع العربي الإسلامي الذي مارس الدبلوماسية منذ العصور الأولى قبل وبعد ظهور الشريعة الإسلامية، حيث ساهمت في إرساء بعض القواعد على صعيد تنظيم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، كما أن الفقهاء العرب والمسلمين كانوا قد سبقوا بعدة قرون فقهاء الغرب، عندما حاولوا تنظيم بعض القواعد النظرية التي تبرر منح حصانات وامتیازات دبلوماسية ، فكان أبو حسن الشيباني وأبو يوسف وابن خلدون من أوائل الذين قالوا بالصفة التمثلية، وضرورات الوظيفة، ومفهوم السيادة، كأسس تستند إليها الحصانات والامتيازات الدبلوماسية. ولقد عرفت الدولة الحديثة نظام البعثات الدبلوماسية التي تتكون من أعضاء ولها رئيس ويعاونه عدد كاف من الموظفين للقيام بتمثيل الدول الموفدة لدى الدول الموفد إليها وقد أقر العرف الدولي لهذه البعثات الدبلوماسية الدائمة عدد كبير من الحصانات والامتيازات والإعفاءات تساعد البعثة