الخلاصة:
لقد شكل الانتصار الانتخابي الذي أعقب الثورات العربية عام 2011، انعطافا في تاريخ الحركة الإسلامية، حيث شكل مشروع الإسلام السياسي تأقلمه بعدة طرق، ففي مصر وتونس جاء التصويت الايجابي للإسلاميين على أمل أن يطبق مشروع سياسي إسلامي ببعد أخلاقي، يتميز بمحاربة الفساد و إعادة التوزيع الاقتصادي، و الإصلاح والعدالة، وليس على أساس تطبيق الشريعة و خلق مؤسسات إسلامية جديدة.
تغير مفهوم الإسلام السياسي من طابع المطالبة بالتغيير الجذري الشامل خصوصا خلال مرحلة السبعينات و الثمانينات و التسعينات،إلى الاعتدال في الفكر الإسلامي السياسي، و تقديم مشروع إسلام سياسي أخلاقي معتدل يؤمن بإمكانية التعددية و التحالفات السياسية، و يتسم بالوسطية و البعد عن الأصولية و نبذ العنف عموما كوسيلة لتحقيق المبادئ و الأهداف الإسلامية.
كما وانه وبعد اجتياح موجة العولمة، و ظهور أدبيات سياسية جديدة أهمها يتعلق بمصطلح الإرهاب و الذي ربط مفهومه بالإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر خصوصا، و كذا بالصراع الحضاري، فأصبح من الضروري الوقوف على المصطلحات أو المفاهيم المتعلقة بالإسلام، واثبات حقيقتها للعالم عبر الدراسة الأكاديمية، و تقديم الصورة الحقيقية للإسلام السياسي.
اتسم الموضوع المدروس بالاتساع، حيث يتميز بأبعاد متعددة، حيث في بعده السياسي نجده يتكلم عن حركة سياسية رئيسية تمتعت بأهمية كبيرة على صعيد التفاعل السياسي
