الخلاصة:
إن فكرة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية وما سبقها من محاكمات سابقة يعد من العوامل الأساسية في ترسيخ المسؤولية الجنائية للأفراد على الصعيد الدولي، مهما كانت صفاتهم، سواء كانوا رؤساء دول وحكومات أو قادة عسكريين أو حتى أفراد عاديين، ممن ارتكبوا جرائم دولية في حق البشرية، تتمثل في جرائم إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب، فبالرجوع إلى المحاكم السابقة الدولية المؤقتة، بدءا من سجن "نابوليون" بانجلترا سنة 1815، بعد الحروب الدولية التي خاضها ضد أوربا، والمحاكمة الشكلية لإمبراطور ألمانيا "غيليوم الثاني" بعد الحرب العالمية الأولى، بسبب جرائم الحرب التي وقعت تحت سلطته، تم إنشاء محكمتي "نورنمبورغ" بألمانيا ومحكمة طوكيو باليابان، سنتي 1945 و1946، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنها من دمار شامل، مس الأرواح البشرية والممتلكات، من طرف من تسببوا في هذه الحرب من القادة الألمان واليابانيين.