الخلاصة:
تعتبر الجریمة ظاهرة اجتماعیة ارتبطت ارتباطا ارتباطا وثیقا بالمجتمعات و عاداتهم وتقالیدهم ومتغيرات الحیاة السیاسیة والاقتصادیة التي یمر بها المجتمع، فالجریمة إذن تتطور وفقا للظروف المتغیرة في المجتمع. وهذا التطور جاء مسایرة لتطور طرق الحصول على الدلیل الذي مر بعدة مراحل تتفق وكل عصر من العصور التي ظهرت فیها وطبیعة نظم الحكم القائمة، بدایة بالمرحلة البدائیة وتتضمن الإنتقام والاحتكام بالقوة، ثم جاءت المرحلة الدینیة التي كانت الوسائل المعروفة تنحصر في تحكیم الآلهة والمعتقدات الدینیة وتزايد نفوذ الكهنة ّ ورجال الدین، ثم تلیها المرحلة القانونیة التي قید فیها دور القاضي،وبعد ذلك جاءت مرحلة الاقتناع الشخصي نظرا للإنتقادات الموجهة لنظام الأدلة القانونیة الذي یكمن في حریة المحقق وانفراده في البحث عن الدلیل وتقدیر قیمته ومنح سلطة تقدیریة واسعة للقاضي