Abstract:
لا شك أن التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع قد فرض تطورات أخرى في شتى الميادين منها ميدان التربية، وبالفعل فقد شهد المجال البيداغوجي تطورا شمل كل جوانب العملية التربوية: بناء المناهج، المقاربات المعتمدة، الوسائل، التقييم، طرق التدريس وأساليبه التي أصبحت متعددة، يمكن للمعلم أن يختار ما يناسب هدفه.
ومن بين الإشكالات التي واجهت النظام التربوي في بلادنا – كغيره من الأنظمة التربوية في العالم- مشكلة تجزئة المعارف التي ميزت المناهج السابقة، إذ تضم في ثناياها قائمة من المفاهيم يجب على المتعلم تعلمها، وبعض المهارات عليه اكتسابها في كل مادة من المواد الدراسية، والنتيجة هي تراكم المعارف لدى المتعلم دون إقامة روابط بينها، مما يحول دون امتلاكه لمنطق الإنجاز والاكتشاف، بعبارة أخرى يجد نفسه يتعلم من أجل أن يتعلم، وليس لفعل شيء ما أو تحليل واقع والتكيف معه استنادا على ما تعلمه.
وكحل لهذه الإشكالية، تم اعتماد المقاربة بالكفاءات كاختيار بيداغوجي يرمي إلى الارتقاء بالمتعلم، من منطلق أن هذه المقاربة تستند إلى نظام متكامل ومندمج من المعارف، الخبرات، المهارات المنظمة و الاداءات، والتي تتيح للمتعلم ضمن وضعية تعليمية/ تعلمية انجاز المهمة التي تتطلبها تلك الوضعية بشكل ملائم.
ومن ثم، تغدو هذه المقاربة بيداغوجية وظيفية تعمل على التحكم في مجريات الحياة بكل ما تحمله من تشابك في العلاقات والتعقيد في الظواهر الإجتماعية، وبالتالي، فهي اختيار منهجي يمكن المتعلم من النجاح في الحياة، من خلال تثمين المعارف المدرسية وجعلها صالحةالاستعمال في مختلف مواقف الحياة.
إن هذه المقاربة كتصور ومنهج منظم للعملية التعليمية/ التعلمية تستند إلى ما أقرته النظريات التربوية المعاصرة.
ففي بحثنا هذا تطرقنا إلى دراسة هذا المنهاج المعتمد في المنظومة التربوية الجزائرية، وبخاصة في مادة التربية البدنية والرياضية، وهذا من خلال موضوع دراستنا المتمثل في: التربية البدنية والرياضية والمقاربة بالكفاءات "أثر تدريس المقاربة بالكفاءات في حصة التربية البدنية على شخصية التلميذ الثانوي .
وللإحاطة بهذا الموضوع سطرنا الخطة التالية:
* تم تقسيم الجانب النظري الى ثلاثة فصول هامة لموضوع بحثنا، ففي الفصل الأول سنتطرق إلى التربية البدنية والرياضية من حيث، تعريفها، أهميتهابالنسبة للمتعلم في المرحلة الثانوية، وإلى مجالاتها المختلفة، وكذا المنظومة التربوية، وفي الفصل الثاني سنسلط الضوء على منهاج المقاربة بالكفاءات من حيث تعريفه، أهميته، ودواعي اعتماده ومحتواه، أما في الفصل الثالث سندرس الشخصية بشكل عام ثم نتطرق الى المراهقة.
* تم تقسيم الجانب التطبيقي الى فصلين، فالفصل الأول نتطرق فيه إلى منهجية البحث التي تحتوي على كل من: الإجراءات الميدانية، المنهجية المتبعة، أدوات البحث، مجالاته، المعالجة الإحصائية، عينة البحث وصعوباته، والفصل الثاني نعرض فيه تحليل ومناقشة النتائج المتحصل عليها