الخلاصة:
تهدف دراستنا لمعرفة النباتات الطبية والعطرية التي تحظى بشعبية كبيرة بين سكان الجلفة والتي يكثر عليها الطلب في محلات
وأسواق الأعشاب في الولاية ،ومدى إهتمام السكان بها ،وذلك من خلال إجراء إستبيان ميداني مع شريحة من تجار الأعشاب
بمختلف مناطق الولاية )الجلفة ،عين وسارة،بحبح ،حد صحاري(، بطرح مجموعة من الأسئلة منها ما يخص التاجر لمعرفة
خبرته في هذا المجال ، والسلع المتاجر بها من أعشاب ومنتجات عشبية ، ومدى إستهلاكها من قبل السكان.أظهر التحقيق الميداني
الإهتمام الكبير للسكان بالتداوي بالأعشاب،فهي أكثر أهمية لعلاج أمراضهم من تلك التي لها أصل كيميائي .ومن أجل معرفة
الأعشاب والمنتجات العشبية الأكثر شيوعا و طلبا لدى السكان، إطلعنا على ماهو متداول بين التجار في السوق من أعشاب طبية
وزيوت عطرية وتوابل، والمستخدمة بكثرة لديهم، أحصينا فيها حوالي 38 عشبة طبية ، و 19 زيت عطري و 8 توابل، تباع في
دكاكين العشابين .
يمكن القول أن إستقصائنا الولائي يبقى ناقصا نتيجة قلة الأجوبة وضيق الوقت وعدم إتاحة الفرص لزيارة مختلف المناطق
والإطلاع في الميدان على ما يوجد من نباتات طبية وطرق إستعمالاتها وما هي عليه من الوفرة وطرق إستغلالها
الوصف:
تحتل النباتات الطبية والمواد الحيوية الفاعلة في الوقت الحالي مكانة كبيرة في الإنتاج الزراعي و الصناعي و الإستعمال
اليومي للإنسان ، خاصة في المجال الصيدلاني و تلقى عناية بالغة في كثير من الدول المنتجة لها ، حيث ازداد الإهتمام بدراستها
في العصر الحديث مع تسارع الأبحاث في تحديد المكونات الحيوية و الفعالة المختلفة في النباتات لكشف تأثيراتها الطبية من جهة
، و قيمتها في الصناعات الغذائية من جهة أخرى . فالنباتات الطبية تحتوي على عدد كبير من المركبات الحيوية الفعالة التي
تعكس الفوائد الطبية و العلاجية لهذه النباتات ، هذا ما يجعلها مصدر إهتمام في مجال البحث الصيدلاني ، حيث يعد التداوي
بالأعشاب فرع من فروع الطب المكمل أو البديل ، و ذلك لأن النباتات تؤدي دورا مهما في حماية صحة الإنسان و تحسين مسار
حياته . لاتزال العديد من الحضارات )كالصينية والهندية، وبعض الدول الإسلامية ...الخ( ، تثمن بشكل كبير قيمة الوصفات
الطبية النباتية و أهميتها الوقائية و العلاجية ٬ لذلك فإن النباتات الطبية و العطرية من أهم المواد الإستراتيجية في صناعة الدواء
.
للوقوف على مدى إهتمام السكان بالتداوي بالأعشاب ،وعبر تحقيق ميداني مع 34 تاجر أعشاب ،في الدكاكين والأسواق ،
بمختلف مناطق الجلفة ،لأنواع الأعشاب والمنتجات العشبية الأكثر طلبا لدى الزبائن، و التي تستعمل في الأغراض العلاجية،
إبتداءا من الجروح البسيطة، مرورا بالأمراض الداخلية، وصولا إلى الأمراض المزمنة. بعض هذه النباتات المحصاة، يدخل في
النظام الغذائي والآخر تداوى به الحيوانات، في حين تستعمل نباتات أخرى في الصناعات التقليدية والبناء. مما يدلّ على وجود
تنوع بيولوجي هام في المنطقة. تمّ ضبط قائمة من 38 نبتة طبية مطلوبة بشكل كبير لدى السكان، لعل أهمها الشيح والزعتر
والنعناع، بينما يكثر الإهتمام على 19 زيت عطري كزيت الورد والليمون والخزامى ، أما التوابل فلا يمكن الإستغناء عنها لدى
أهالي المنطقة ، فهي كلها كثيرة الطلب خاصة 8 منها ، وذلك لتحضير المأكولات والإستخدامات المختلفة للنباتات .
ولإست كمال دراستنا توقفنا عند تجار الأعشاب للإطلاع على أعمارهم ومستوياتهم ومصادر المعلومات التي يعتمدونها في
تجارتهم ،لاحظنا مايلي:
-الفئة العمرية الغالبة للتجار من الشباب بعمر 18 الى 30 سنة بنسبة 47,05 % تليها الفئة مابين 31 الى 40 سنة
بنسبة 29,41 % ،وبنسبة أقل من 41 الى 50 سنة وصلت 20,58 % ، تم تسجيل أقل نسبة ب 2,94 % للتجار الأكثر من 50 سنة.
-المستوى التعليمي لغالبية التجار المستجوبين إبتدائي بنسبة 41,17 %،يليها الثانوي ب 26,47 %،وبنسبة أقل 17,64 %
للمستوى المتوسط ، و 14,70 % للثانوي.
-من خلال إستجواب التجار عن أسباب معرفتهم للنباتات الطبية ،كان أهم سبب هو تجارب الآخرين بنسبة 29.41 % ،و
السبب التجاري ب 26,47 %، يليها حب الإستطلاع والأسباب الصحية بنسبة 17,64 %و 14,72 % على التوالي،أما الأسباب
الدراسية سجلت أقل نسبة ب 11,76 .%
-يعتمد أغلب التجار في مصادر معلومات الأعشاب الطبية على الإرث الشعبي بنسبة 44 % ،وتجارب الآخرين ب 29 %
،تليها الكتب والنشرات بنسبة 15 %،أما وسائل الإعلام والندوات فالإعتماد عليها أقل ب 12 .%
أجاب 97 % من التجار بنعم حول زيارة أصحاب الأمراض المزمنة لهم،أهم هاته الأمراض )مرض السكري،ضغط
الدم،،الحساسية،الغدة الدرقية،السرطان ، الربو،الروماتيزم(، و 3 % فقط أجابوا بلا -تسبب بعض الأعشاب الطبية أعراض جانبية وذلك حسب 64,7 % من التجاربسبب طريقة الإستخدام أوحساسية اتجاه
المنتج ، بينما 35,29 % ذكروا أنها لاتسبب أعراض.
فيما يخص السلع كالأعشاب والمنتجات العشبية والزيوت فأغلبها مستوردة حسب 71 % من التجار، بينما 29 % ذكروا أنها
محلية.
حسب رأي 65 % من التجار، فإن تجارة الأعشاب لها مستقبل لعدة أسباب لعل أهمها )قلة الأعراض الجانبية للأعشاب،علاج
طبيعي،نقص التكلفة المادية..(، بينما 35 % منهم لا يرى أن لها مستقبلا ) لقلة الخبرة الطبية للتجار، ولأنها غير مدعمة من طرف
الدولة..( .
وبالتالي يمكننا القول أننا توصلنا لتحقيق أغلب الأهداف المسطرة من خلال الدراسة ، بينما تبقى معرفة تأثير النباتات الطبية
على المرضى ومدى فاعليتها في التداوي غير مكتملا ،وذلك لأن التداوي بالأعشاب الطبية يختلف من شخص لآخر كل حسب
إستجابة جسده للمنتج ،فالأعراض الجانبية لنفس النبتة قد تختلف من شخص لآخر .وفي الأخير على الرغم من أن الأعشاب
الطبية و المستحضرات العشبية أو النباتية تندرج ضمن الأدوية التقليدية إلا أن فوائدها و أخطارها الحقيقية يجب أن يتم تحديدها
وتقييمها من خلال التجارب العلمية التي تخضع لمبادئ العلوم الحديثة، كما أن تصنيع المستحضرات العشبية يجب أن يخضع
بدوره لممارسات التصنيع الجيد الخاصة بالأدوية العشبية، وأخذ بعين الإعتبار القيود والضوابط الأخلاقية التي تحكم إجراء مثل
هذه التجارب..