Abstract:
تعمل إدارة الكفاءات كتوجه حديث في إدارة الموارد البشرية بالعمل على الاستغلال الأمثل للمورد البشري وتحقيق أكبر استفادة منه من خلال مباشرة أنشطتها وفق أسس علمية مدروسة، بدءا من توظيف الكفاءات ومرورا بحسن تقييمها ونجاعة سبل تطويرها وعدالة تعويضها، كل ذلك من أجل المحافظة عليها وصيانتها وحفظها من الانتقال والخروج من المنظمة. إن الإدارة الناجعة للكفاءات تخلق بيئة تشجع على الابداع والابتكار وتزيد من دافعية الكفاءات نحو الابداع نتيجة ازدياد حماسهم ورغبتهم في تحسين عملهم وتطوير أدائهم، وعليه تظهر هنا العلاقة التأثيرية القوية بين إدارة الكفاءات والابداع الإداري، حيث تؤثر كل العناصر في ذلك لكن بدرجات متفاوتة ( توظيف الكفاءات، تقييم الكفاءات، تطوير الكفاءات، تعويض الكفاءات).
إن واقع إدارة الموارد البشرية في الوظيف العمومي يظهر أنه لا يزال يقبع في الممارسات التقليدية والقديمة، والتي لا تتعدى في كثير من المؤسسات العمومية تسيير شؤون الموظفين، حيث لا يزال قانون الوظيف العمومي والنصوص المطبقة له، وآليات تسيير المسار المهني للموظفين يتسمون بالثقل ونقص الفعالية والعدالة بسبب البعد عن الأسس العلمية من جهة وبسبب الممارسات السلبية في التسيير والانحرافات التي يشهدها. هذا الواقع السيء لإدارة الكفاءات اثر بشكل مباشر على كمية ونوعية الابداع الإداري، حيث أنه لا يمكن للكفاءات الموجودة أن تبدع في بيئة كهذه ، لذلك كان واقع الابداع ليس اقل سوءا بالضرورة.