Abstract:
إن تفهم حاجات المعاقين بصرياً ومحاولة تلبيتها لا تقتصر على إزالة الحواجز الجسدية فحسب ، بل لا بد من إزالة الحواجز النفسية أولاً .
ولعل هذا العامل الأكثر أهمية . فإذا لم تقدم البرامج التربوية والتدريبية القائمة على التوقعات الايجابية والاتجاهات البناءة فالنتيجة هي تثبيط استقلالية المعاقين بصرياً ومبادرتهم ووضع القيود على المهارات التكيفية وتطور الشعور بالدونية، وفي أغلب الأحيان تكون محصلة ذلك كله تقبل المعاق بصرياً نفسه الاتجاهات السلبية والتوقعات المحدودة التي يتبناها مجتمع المبصرين .
فحماية الأهل الزائدة لطفلهم المعاق بصرياً وشفقة الأقارب والأصدقاء وتشاؤم المعلمين والمرشدين ورفض أصحاب العمل ، كل هذه العوامل ما هي إلا نتيجة الاعتقادات الخاطئة عن القيود التي تفرضها الإعاقة البصرية على الشخص .
وإذا كنا نريد أن نهيئ الظروف الاجتماعية الملائمة للمعاق بصرياً لتحقيق ذاته وليتمتع بالمسؤوليات والواجبات التي يتمتع بها أقرانه المبصرين ، فلا بديل عن مقامة مثل هذه الاعتقادات والتغلب عليها.
(محمد أبوالكاس:2008م، ص30)
وإن الإعاقة البصرية تعتبر إعاقة حسية تصيب القدرة على الإبصار، ولها أسباب مختلفة من أسباب جينية وبيئية، تؤدي إلى إصابة الفرد بضعف في الإبصار وصولاً إلى العمى الكامل، وتؤدي هذه الإعاقة إلى مميزات نتيجة تأثيرها على النمو التعلم واكتساب الخبرات، وتؤدي على عراقيل مختلفة.
وتعرف الإعاقة أيضًا بأنها حالة تحد من مقدرة الفرد على القيام بوظيفة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر العناصر الأساسية لحياتنا اليومية، وبينها العناية بالذات أو ممارسة وقد تنشأ الإعاقة بسبب خلل جسمي أو عصبي أو عقلي.
(محمد أبوالكاس:2008م، ص31)
والإعاقة البصرية (Visual Impairment) هي ضعف في حاسة البصر يحد من قدرة الشخص على استخدامها بفعالية مما يؤثر سلبًا في أدائه ونموه، والإعاقة البصرية ضعف في أي من الوظائف البصرية الخمس وهي: البصر المركزي، والبصر الثنائي، والتكيف البصري، والبصر المحيطي، ورؤية الألوان. (سعيد حسني:2001م، ص79)
والطفل الكفيف يبدأ بالوصول إلى الأشياء فقط بعد أن يصبح بمقدوره تحديد مصادر الأصوات والوصول إليها.ونتيجة لذلك فلا غرابة في أن يكون نمو الطفل الكفيف من حيث معدل سرعته بطيئا.وقد لاحظت فريبرج تأخرا في النمو الحركي لدى الأطفال المكفوفين وعزت ذلك إلى عدم القدرة على تحديد مصادر الأصوات وعدم استثارة الأشياء لدافعية هؤلاء الأطفال، ولذلك فإن أكثر الصعوبات التي يواجهها الأشخاص المكفوفون على الصعيد الحركي هي تلك التي تتعلق بالتعرف والتنقل، ولذلك يعتبر التدريب على العرف والتنقل عنصرين رئيسين في مناهج المكفوفين.
(سعيد حسني:2001م، ص69)
ويعد الأمن النفسي دعامة أساسية للصحة النفسية، كما يعد نتاجاً بمقدار ما يكفله الوطن بمؤسساته ونظام الحكم فيه من أمن وحماية ورعاية وكفاية وحرية وديمقراطية.
وتمثل الحاجة إلى الأمن النفسي أحد المطالب الأساسية في حياة الإنسان ولحياة الإنسان قال الله تعالى: [الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ] (سورة قريش، آية 4)، ومن ثم ينضوي الإنسان ضمن الجماعة التي تحقق له إشباع هذه الحاجة، شأنه في ذلك شأن باقي الحاجات.
ولاريب أن إلحاح هذه الحاجة إلى الإشباع – أقصد الحاجة إلى الإحساس بالأمن النفسي – وبين إشباعها على أرض الواقع العياني يُعد الإرهاصة الأولى لتكوين الجماعة، ذلك أن الكائن البشري ينتقل من مرحلة اللذة العاجلة التي لا تُعير للواقع اهتماماً، إلى مرحلة اللذة الآجلة – مبدأ الواقع – والذي يتعلم فيه الكائن البشري كيف يؤجل الاستجابة، لا من أجل الحصول على اللذة فحسب بل والأمن معاً.
ويعتبر ماسلو (Maslow) واحداً من أصحاب المدرسة الإنسانية في علم النفس, و يعد من أكثر الباحثين النفسيين اهتماماً بالأمن النفسي واشباع الحاجات, وتكاد لا تخلو دراسة تهتم بالحاجات النفسية "ومنها الحاجة إلى الأمن" من إشارة إلى إسهاماته ودراساته الميدانية في هذا المجال, وقد وضع ماسلو الحاجة إلى الأمن في المرتبة الثانية في هرمه الشهير للحاجات.
وتهدف وتعمل الألعاب الصغيرة على إعداد الطفل الكفيف للاستفادة في المجال المعرفي بأقسامه المختلفة ، والتي تشمل على المعرفة ، والفهم والتطبيق ، والتحليل ، والتركيب ، والتقييم ، من خلال ممارسة الطفل للألعاب الصغيرة ، يكتشف ويتعلم المفاهيم والمعارف والمعلومات عن النشاط الذي يمارسه ، كذلك يمكنه أن يكتشف ويحلل ، ويميز من حوله من حيث المكان والأدوات والزملاء والفراغ والنشاط الممارس.
وتهتم الألعاب الصغيرة بتربية الطفل الكفيف حسب النظام وإطاعة القوانين الموضوعة ولا يقصد بالنظام والطاعة، الوقوف في صفوف وقاطرات ومنع الحركة، إنما المقصود ألا يخرج المشتركون عن المحيط العام للدرس وكل الألعاب تتطلب هذه الصفة وتنميتها.
ومن الوظائف المعروفة عن اللعب هي أن الطفل الكفيف يستطيع التعرف على وجوده ،بالإضافة إلى استيعاب القواعد الاجتماعية والخلقية واللعب يجعل الأطفال يحتكون يبعضهم ، وذلك لأنهم يسرقون اكتشاف العلاقات الإنسانية ويوافقون على الخضوع لقواعد المجموعة ومن بين هذه الألعاب توجد الألعاب الرياضية التي لها أهمية كبيرة في تطوير القدرات النفسية والحركية للطفل
ونرى أن هناك ترابط كبيرا بين الالعاب الصغيرة والامن النفسي ولا يمكن الفصل بينهما وكلما كان الطفل الكفيف يمارس الألعاب الصغيرة بشكل دائم، يكون نتاجا للطمأنينة النفسية وتحقق بذلك الصحة النفسية.
من هذا تبرز أهمية البحث والحاجة إليه في محاولة معرفة التأثير الحاصل مابين الألعاب الصغيرة ومستوى الامن النفسي لدى فئة الأطفال المكفوفين بمركزي الجلفة والأغواط.
وقد تناولنا الموضوع من وجهة نظر المربيين، وهذا على مستوى مركزي المعاقين بصريا بالجلفة والاغواط لموسم 2016 /2017م, حيث شملت الدراسة ببان, الباب الأول فيه الدراسة النظرية (الخلفية النظرية), وبدوره ينقسم إلى ثلاثة فصول:
يشمل الفصل الأول على الألعاب الصغيرة, وفي الفصل الثاني فقد تطرقت إلى الأمن النفسي, وفي الفصل الثالث فقد تطرقت إلى الإعاقة البصرية.
أما الباب الثاني فقد تطرقت إلى الدراسة الميدانية ويحتوي على فصلين, تطرقنا في الفصل الرابع إلى الإجراءات المنهجية للدراسة, أما الفصل الخامس من هذا الباب فقد خصص لعرض نتائج الدراسة وخلاصتها.
ثم ختم البحث بتقديم استنتاج عام للنتائج المتحصل عليها حول موضوع الدراسة ثم خاتمة عامة مع تقديم بعض الاقتراحات, مع ترتيب في الأخير مراجع البحث ثم تليها الملاحق.