Abstract:
إن طبيعة الحياة تدفع الإنسان للحركة بصفة غير مقصودة وكونه يتميز بمجموعة من الخصائص
الميكانيكية المتوافقة والمرنة وذات صفة حركية تجعله في حاجة لتدريبها وخاصة في المراحل الأولى ليتفتح تفتحا كاملا
مع تطور العصور أصبحت هذه الحركات كأنواع من النشاط الرياضي، وفي عصرنا هذا لا سبيل لإشباع هذه الطبيعة الحركية إلا عن طريق ممارسة ما يسمى بالرياضة
وإذا ما رجعت إلى الوراء قليلا والى التاريخ فإننا نجد أن الإنسان البدائي كان يمارسها تلقائيا ضمانا لإشباع حاجاته الأولية ويظهر ذلك جليا في الرسوم والنقوش التي تمثل المصريين القدامى إذ كانت نمطا من أنماط الحياة والبقاء،فالاستمرارية تبنى على منهج الاستعداد للقتال و الدفاع و اللذان يستلزمان إعدادا بدنيا متكاملا وهذا ما كان في عهد الإغريق وبابل و الفرس وغيرهم من الحضارات القديمة
أما في عصرنا هذا فان الممارسة الرياضية تعتبر فرصة لشباب العالم للتعارف بالإضافة إلى ذلك فهي تساهم في تحقيق ذات الفرد بإعطائه الفرصة لإثبات صفاته الطبيعية وتحقيق ذاته عن طريق الصراع وبذل الجهد فهي تعد عاملا من عوامل التقدم الاجتماعي وفي بعض الأحيان التقدم المهني
وانطلاقا من الدور الذي تلعبه الممارسة الرياضية في بناء شخصية الفرد من خلال تنمية قدراته ومواهبه الرياضية بالإضافة على تعديل وتغيير سلوكه بما يتناسب و احتياجات المجتمع،ومنه فان الرياضة المدرسة التي تعتبر المحرك الرئيسي لمعرفة مدى التقدم في الميدان الرياضي والرياضة المدرسية تتجه أساسا نحو تلاميذ المدارس والثانويات حيث تعمل على وضع الخطوات الأولى للطفل على الطريق الذي يمكنه من أن يصبح في المستقبل رياضيا بارزا ومشهورا وعليه يقوم ببناء المنتخبات المدرسية الوطنية،ويساهم في تمثيل بلاده في المحافل الدولية والإقليمية أحسن تمثيل
ومن المعروف أن المراهقة مشكلة حساسة شغلت العديد من الباحثين والمربيين،حيث اختلفت وجهات النظر والآراء حول هذه المرحلة فالتغيرات المفاجئة التي تطرأ على المراهق في هذه المرحلة خاصة منها الفيزيولوجية العقلية والمورفولوجي الاجتماعية والنفسية من شأنها أن تؤثر سلبا على توازنه وتكيفه الاجتماعي،وهذا ما يخلف الصراع بينه وبين غيره،إلا إذا استطاع تحقيق أكبر إشباع ممكن لحاجاته الفطرية والمكتسبة على حد سواء،ومما لا شك فيه أن عدم التكيف الاجتماعي يجعل الفرد غير متزن في انفعالاته و تفكيره وآرائه ومعتقداته ومن هنا قد يسلك سلوكا غير سوي يخلق له بعض المشاكل الاجتماعية لتتوسع بذلك دائرة هذه المشاكل لتمس الثانوية التي تعتبر المحيط الثاني للتربية بعد الأسرة ومن خلال هذه الدراسة نحاول إبراز مدى مساهمة الرياضة المدرسية في تحقيق التكيف الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الثانوية
ولمعالجة هذا الموضوع وللإجابة على تساؤل الدراسة وضعنا خطة بحثية مقسمة كالتالي حيث بدأنا بالإطار العام للدراسة وفيه تطرقنا إلى موضوع الدراسة تحديد إشكالية الموضوع بشكل منهجي وتدريجي انطلاقا من العام إلى الخاص وصولا إلى طرح التساؤل الرئيسي متبوعا بالتساؤلات الفرعية، وتحديد فرضيات البحث، ثم حدود البحث، وبعدها أهمية الدراسة وأهدافها ثم أسباب اختيار الموضوع وبعد ذلك ذكر الدراسات السابقة والمشابهة ، وأخيرا تحديد المفاهيم والمصطلحات لبحثنا هذا أما الجانب النظري فيتكون من :
الفصل الأول:
حيث تم التركيز فيه على الرياضة المدرسية.
الفصل الثاني: تم التطرق فيه لموضوع التكيف الاجتماعي.
الفصل الثالث: فقد تضمن موضوع المراهقة .
ويأتي بعد هذا الجانب التطبيقي ويقسم إلى فصلين وهما :
الفصل الأول: الطرق المنهجية للبحث تطرقنا فيه إلى المنهج المستخدم في الدراسة و المجال المكاني وألزماني وكذا الشروط العلمية للأداة ومجتمع البحث ثم عينة البحث وكيفية اختيارها وفي الأخير أدوات الدراسة
أما الفصل الثاني: تناولنا فيه عرض البيانات وتحليلها ثم نتائج الدراسة وفي النهاية تم وضع خاتمة وملاحق الدراسة والمراجع.