Abstract:
إن رياضة كرة القدم بلغت من الشهرة ما لم تبلغه الالعاب الرياضية الاخرى، كما اكتسبت شعبية كبيرة من حيث الاقبال على ممارستها والتسابق لحضور مبارياتها في الملاعب أو القاعات، فالمتطلبات الحديثة في هذه اللعبة خلقت الحاجة الكبيرة الى إعداد اللاعبين اعدادا بدنيا عاليا، لاسيما وان تغيرات الانجاز الكروي الحديثة ترتبط بتسريع الفعاليات الدفاعية والهجومية مع مستوى عال للقوة فضلا عن ارتفاع مستوى الاداء المهاري للاعبين ، واعتماد اسلوب الكرة الشاملة ، فاصبح اللاعب يشغل أكثر من مركز في الفريق ، أي أننا نرى المدافع يساهم بشكل فعال في الهجوم والمهاجم يتراجع للدفاع عن مرمى فريقه ، وعلى الرغم من تحمل اللاعب لهذا الجهد العالي فإنه عليه الاحتفاظ بلياقته البدنية طيلة وقت المباراة
ولقد أهتمت الكثير من البلدان في العالم المتفوقة في كرة القدم بتنمية اللياقة البدنية للاعبيها ايمانا منها بأنها الاساس الذي يرتكز عليه إعداد اللاعبين وتحضيرهم على المستوى العالمي ، إذ يظهر ذلك واضحا في الدور الذي تؤديه الكفاءة البدنية في كرة القدم الحديثة، التي تتميز بالإيقاع السريع تحت ظروف اللعب المختلفة ووفق الخطط التكتيكية المتجددة ن فتقدم المستويات الرياضية في العقد الاخير من القرن العشرين جاء نتيجة التخطيط السليم المبني على أسس علمية متطورة مع الارتقاء بأساليب التدريب وتطوير الادوات والاجهزة والملاعب والاهتمام بأعداد المدربين وتأهيلهم علميا وعمليا ، وقد واكب هذا التطور تقدم في خطط اللعب وفنونه في الالعاب الفردية والجماعية.
لقد تعددت طرائق التدريب الرياضي التي تهدف جميعا الى تطوير مستوى الاداء البدني وصولا لتحقيق مراكز متقدمة في الانشطة المختلفة ويسعى المدربون الى اختيار أفضل أنواع الطرق في التدريب وتطبيق أنسبها واستخدام أحدث الوسائل التي تتناسب مع نوع النشاط التخصصي ، وذلك بهدف الوصول الى تحقيق استثمار أهم القدرات الدنية الخاصة بنوع النشاط المحدد لما لها من تأثير مباشر في ارتفاع مستوى الاداء البدني.
ويشير العديد من علماء الرياضة الى أن الربط بين القوة العضلية والسرعة الحرية في العضلات يعد من أهم ما يميز الرياضيين المتفوقين إذ انهم يمتلكون قدرا كبيرا من القوة والسرعة في الربط بينهما لا حداث الحركة القوية السريعة من أجل تحقيق أفضل الإنجازات الرياضية .
وفي تدريب كرة اقدم هناك وسائل عديدة للوصول بالرياضي الى القدرة العضلية منها استخدام تدريبات الاجهزة والادوات ومن هذه الاجهزة والادوات المقاعد السويدية والصناديق الخشبية وتدريبات الاثقال وتدريبات البليومترك وغيرها من الوسائل الاخرى، إذ أن التدريب البليومتري يعد تدريبا خاصا يهدف الى تعزيز القدرة الانفجارية ويحسن تطوير العلاقة بين القوة القصوى والقدرة الانفجارية لذا فقد برز هذا النوع من التدريب بسرعة، فأصبح مقبولا من أشهر وسائل التدريب لكل المستويات والاعمار ، ولقد أصبح مقبولا بوصفة وسيلة من وسائل التدريب المناسب لقطاع عريض من الانشطة الرياضية التي تؤدي فيها القدرة دورا كبيرا.
أن التدريب البليومتري من الوسائل المستخدمة كثيرا في المجال الرياضي ، إذ يؤكد بسطويسي ان التدريبات البليومترك المختلفة قد شاع استخدامها بوصفها تدريبات مهمة واساسية لتنمية وتطوير عنصر القوة المميزة بالسرعة كاهم عنصر بدني لكثير من الفعاليات الرياضية ، وبذلك تعد تدريبات البليومترك أحد الركائز المهمة والمؤثرة على تقدم مستوى الانجاز.
فالبليومترك يقرب الفجوة بين القوة القصوى والقوة المميزة للسرعة وهذا يعزز الحركات الانفجارية ، حيث يحدث هنا إطالة العضلة أثناء هذا التدريب ( الانقباض اللامركزي) ثم نقصر ( الانقباض المركزي) وتدعى هذه العملية (منعكس الامتداد ) وهو الشيء الاساس والجوهري في البليومترك ، وعليه تكون تدريبات البليومترك ( طريقة تدريب صممت للاستفادة من الطاقة المطاطة المخزونة في العضلات من خلال دائرة التطويل – التقصير)
وقد أشارت مصادر رياضية كثيرة الى أن استخدام تدريبات البليومترك تعد من الوسائل الجيدة والمفضلة لتنمية القدرة الانفجارية فهو يزيد من مقدرة العضلات على الانقباض بمعدل أسرع وأكثر تفجرا خلال المدى الحركي.
وتشمل تمارين البليومترك على الوثب بأشكاله المختلفة والجل والارتداد والقفز بارتفاعات مختلفة من وعلى الصناديق والحواجز والمساطب وغيرها ، والاساس في هذا التدريب العمل على تكيف الجهاز العصبي العضلي على التغيير الحاصل في مستوى القوة بشكل أسرع خاصة عند القيام بأداء حركاتالقفز من الاسفل الى الاعلى خلال كل من القفز العمودي او الافقي أو مع الوثب وتغيير الوضع فيالجري والركض أو من الاعلى الى الاسفل خلال القفز من السقوط أو القفز المتعدد من مجموعة الصناديق .
وتشتمل تمارين البليومترك على الوثب بأشكاله المختلفة و الحجل والارتداد و القفز بارتفاعات مختلفة من وعلى الصناديق و الحواجز و المساطب و غيرها، والاساس في هذا التدريب العمل على تكيف الجهاز العصبي – العضلي على التغيير الحاصل في مستوى القوة بشكل أسرع خاصة عند القيام بأداء حركات القفز من الاسفل إلى الأعلى(خلال كل من القفز العمودي و الأفقي أو مع الوثب و تغيير الوضع في الجري و الركض ) أو من الاعلى إلى الأسفل (خلال القفز من السقوط أو في القفز المتعدد من مجموعة صناديق ) .
قد تبين للباحث من خلال اطلاعه و ملاحظاته في تدريبات كرة القدم أن تدريبات البليومترك لم تعط الأهمية اللازمة للوصول باللاعبين إلى المستوى المطلوب ،ومن هنا برزت أهمية البحث في تجريب استخدام تدريبات البليومترك و معرفة مدى تأثيرها في التطوير القوة المميزة بالسرعة و بعض المهارات لدى لاعبي كرة القدم من صنف الأواسط.
وقد اشتملت دراستنا على:
الفصل التمهيدي: احتوى على الإشكالية،الفرضيات ، أهداف البحث، أهمية البحث ، أسباب اختيار الموضوع ، التعريف بمصطلحات البحث و تحليل و مناقشة الدراسات السابقة.
الجانب النظري: اشتمل على الدراسات النظرية وقسم الي خمسة فصول حيث:
تطرقنا في الفصل الاول الي التدريب البليومترك ، مراحله، أسسه، وعوامل نجاحه.
أما في الفصل الثاني تطرقنا الى القوة المميزة بالسرعة وعلاقتها بالانقباض العضلي.
وفي الفصل الثالث تطرقنا الى بعض المهارات الاساسية في كرة القدم.
أما في الفصل الخامس فقد اشتمل على بعض مراحل وطرق التدريب على المهارات في كرة القدم وختمنا الجانب النظري بفصل خامس يحتوي على فئة أواسط كرة القدم وخصوصيات هذه المرحلة.
أما الجانب التطبيقي فيشتمل على ثلاث فصول هي
الفصل الاول : احتوى على مكل ما يتعلق بالإجراءات الميدانية من طريق منهجية والمنهج المتبع والدراسة الاستطلاعية وعينات البحث والاختبارات..
الفصل الثاني: تطرقنا لبى عرض النتائج وتحليلها.
ختمنا هذا الجانب بفصل ثالث للاستنتاجات والتوصيات .