الخلاصة:
في ظل التحولات والتغيرات الجديدة التي تحيط بالمؤسسات جعلت الكثير من المنظمات تعطي أهمية كبيرة لهذه التغيرات، حيث تعتبر البيئة الداخلية أحد العوامل الرئيسية لنجاح أو فشل أي منظمة وهذا من أجل الوصول إلى تحقيق ميزة تنافسية يصعب تقليدها من طرف المنظمات المنافسة، ولا يكون إلى عن طريق رفع من المستوى الأداء الوظيفي وتحسين القدرات والمهارات وتوفير مجال للإبداع لدى عمالها للوصول إلى خلق هذه الميزة وبلوغ هدفها.
قد اتجهت الأبحاث والدراسات إلى الاهتمام بالبيئة الداخلية والتي تعتبر العنصر البشري هو محور العملية ويتم هذا بدراسة حاجاته كانت مادية أو معنوية وإمكانياته وكيفية استغلالها بطريقة صحيحة مع توفير بيئة مناسبة تبعا لاحتياجات المنظمة وبهذا يجب علينا أن ننظر إلى البيئة الداخلية على أنها الوسط الذي يشعر فيه الموظف بالاستقرار والاطمئنان، وأنه الوسط الذي التحكم فيه الإدارة ، كما أنه يمكن استخدام العديد من الإستراتيجيات.
كما تعد البيئة الداخلية البوتقة التي تنصهر فيها الجهود الإنسانية والمداخلات المادية والتنظيمية والمعنوية من أجل بلوغ أهداف المرسومة وبهذا يختلف سلوك الفرد وأدائه مابين البيئة الداخلية المنفرة والبيئة الداخلية الجذابة للعاملين حيث هذه الأخيرة تسبب الإحباط وتعوق الأداء وتوقف تطور العامل في أدائه وفي إبداعه وتضعف من انتمائه للمنظمة ، كما تدفعه إلى عدم الالتزام بالحضور وعدم الرضا على تحقيق أهداف المنظمة مما ينعكس على أدائه وعلى المنظمة ككل ، على عكس البيئة الجذابة التي تنمي في العاملين الارتباط والافتخار بالمنظمة وترفع من معنوياتهم و حماسهم مم تزيد في ولائهم وانتمائهم للمنظمة وبالتالي زيادة كفاءة أدائهم و إنتاجيتهم بصفة خاصة وبكفاءة إنتاجية المنظمة بصفة عامة ، و لهذا تم اختيارنا لموضوع البيئة الداخلية كأحد إستراتيجيات لرفع مستوى الأداء الوظيفي، بالرغم من قلة هذه الدراسات والبحوث حول البيئة الداخلية.
بالإضافة إلى ذلك تهدف هذه الدراسة إلى معرفة أبعاد البيئة الداخلية و ما مدى أثرها على الأداء الوظيفي للعاملين في المنظمات, ولهذا قسمنا بحثنا إلى جانبين الجانب النظري تطرقنا فيه في الفصل الأول إلى الإطار النظري للدراسة والفصل الثاني إلى البيئة الداخلية والفصل الثالث الأداء الوظيفي، أما الجانب التطبيقي فتطرقنا فيه إلى البطاقة الفنية والتقنية لمديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجلفة والفصل الرابع للإطار المنهجي أما الفصل الخامس تطرقنا فيه إلى عرض و تحليل البيانات ومناقشة نتائج الدراسة .
