Abstract:
تعد التربية البدنية أحد الأنشطة الإنسانية المهمة ، فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من شكل من أشكال التربية البدنية والرياضية بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا المجتمع.
فبعض الحضارات اهتمت بالتربية البدنية لاعتبارات عسكرية سواء كانت دفاعية أو توسيعية و البعض الآخر مارس التربية البدنية لشغل أوقات الفراغ و كشكل من أشكال الترويح عن النفس ، بينما وظفت التربية البدنية في حضارات أخرى كطريقة تربوية حيث فطن المفكرون والمربون إلى إطار القيم الذي تحفل به التربية البدنية وهو المفهوم الذي أكدته نتائج البحوث العلمية حول الآثار الوظيفية والصحية على المستوى البيولوجي للإنسان..
فالتربية البدنية تنفرد من بين سائر المواد الدراسية بشمول تأثيرها على العملية التربوية في المدرسة ، لا لأنها تغطي احتياجات التلميذ من النواحي الصحية والجسمانية فحسب ، بل لأنها تنعكس أيضا على حياته العقلية والوجدانية .هذا ما يؤكد دورها الكبير في التربية العامة وخاصة بناء شخصية متزنة.
وقد أكدت الكثير من الدراسات على قصور المهارات الاجتماعية لدى الأطفال ،وسعت تلك الدراسات الى تنمية تلك المهارات لدى هذه الفئة من الأطفال الذين يعانون من كثير من المشاكل السلوكية والانفعالية نتيجة قصور هذه المهارات ومحدودية العلاقات والصداقات .
بناءا على ذلك فإن نجاح الأطفال وخاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية في اكتساب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية يساعدهم على تزايد قدراتهم على اقامة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية الناجحة والاندماج مع أقرانهم والاقتراب من الجماعات في طمأنينة وألفة ،مما يؤدي إلى المزيد من التقدم واكتساب الخبرات الاجتماعية وتحقيق النمو الاجتماعي بصورة سليمة وصحيحة ، لذا اهتم العلماء والباحثون بدراسة العوامل التي تساعد الطفل على تحقيق الكفاءة الاجتماعية التي تعد المهارات الاجتماعية من أهم وأبرز مكوناته وتشمل الكفاية الاجتماعية والمهارات الاجتماعية مكونات متعددة من القدرة على التغيير اللفظي و الإجتماعي والانفعالي ومشروعية السلوك الاجتماعي والقدرة على لعب الدور بكفاءة ، كما أصبح الكثير من العلماء وخاصة من أصحاب نظريات التواصل الاجتماعي ينظرون إلى الذكاء الاجتماعي على أنه مهارة التواصل والتشاور مع الآخرين.
وقد اثبتت الكثير من الدراسات أن دور الأنشطة يتضح بصورة كبيرة حيث تعد الوسيلة المثلى للتغلب على هذه المشكلات ، خاصة إذا قدمت أسلوب يتلائم مع تلك الفئة واحتياجاتها فإنها قد تؤدي إلى اكتساب التلاميذ السلوك الاجتماعي المطلوب والتغلب على ما يعانوه من مشكلات تفوق نموهم النفسي والاجتماعي ، بلاضافة الى انه كلما استطاع الفرد التغلب على الآثار السلبية من خلال الأنشطة الرياضية كلما أدى ذلك إلى اكتسابه العديد من المهارات الاجتماعية والتربوية والعادات السليمة والتي تضفي بدورها الإيجابي إحداث نوع من التوافق النفسي والاجتماعي.
تعد التربية البدنية جزء هام من المنهاج التربوي ودورها لا يقل أهمية عن البرامج والمناهج الأخرى ، لذا نجد أن التربية البدنية تهدف الى تنمية عناصر اللياقة البدنية وخاصة ما يرتبط منها بصحة التلاميذ والمحافظة عليها وتنمية الاتجاهات الاجابية والمفاهيم المعرفية المرتبطة بممارسة النشاط البدني .
والملاحظ في المؤسسات التربوية الجزائرية ان تلاميذ المرحلة الابتدائية يفتقدون الى المؤطرين الخاصين بذلك ولذلك أجرينا بحثنا هذا تحت عنوان :
تأثير ممارسة النشاط البدني والرياضي من خلال درس التربية البدنية والرياضية على تحقيق بعض المهارات الاجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.