Abstract:
تعد الأخلاق نعمة من نعم الله على من يحب ويرضى من عباده، وقد كان من أهم تعاليم إسلامنا الحنيف دعوته إلى إتمام مكارم الأخلاق لقوله تعالى في محكم التنزيل {وإنك لعلى خلق عظيم} -القلم:4-، وركز نبينا المختار والذي لنا فيه المثل الأعلى على أهمية الأخلاق ،فقال في حديثه الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}، ونجد أن ممارسات القيادة الأخلاقية تختلف من قائد لآخر حيث تحكمها عدة عوامل فتارة تكون شخصية، وتارة نفسية، وتارة بيئية، وقد يحكمها في بعض الأحيان المزاج العام للقائد مما يكون له تأثيرا مباشرا في علاقته بالمرؤوسين، وقد يتخذ هذا التأثير في بعض الأحيان الشكل الإيجابي وأحياناً الشكل السلبي، كما ويؤثر على عملية الإبتكار لدى العاملين، فتبرز هنا أهمية القيادة الأخلاقية كأسلوب إداري ترتكز قواعده على الأخلاق النابعة من الدين والعادات والأعراف وهذا ما يبرر للباحث البحث في هذه المشكلة.
وفي المقابل يعتبر الولاء التنظيمي عنصراً جوهريا في بلوغ الأهداف التنظيمية وتعزيز الإبداع والإستقرار والثقة بين الإدارة والعاملين فيها، كما يسهم الولاء التنظيمي في تطوير قدرات المنظمة على البقاء والنمو المتواصل، لذا نجد أن موضوع الولاء التنظيمي والعوامل المؤثرة فيه قد نالت إهتمام الكثير من الباحثين في مجال الإدارة، وذلك لما له من تأثير كبير على سلوكيات الأفراد، وما له من إنعكاسات على الفرد والمؤسسة على حد سواء.
ويتولد الولاء التنظيمي من التفاعل القوي بين خصائص الأفراد وشخصياتهم، وضغط العمل، والعوامل التنظيمية الأخرى، والمؤشرات المجتمعية والبيئة العامة، حيث نجد أن الولاء التنظيمي هو إدراك الأفراد للتوافق بين قيمهم وأهدافهم وقيم التنظيم الذي ينتمون إليه.
ومن هنا جاء موضوع الدراسة متمثلاً في: القيادة الأخلاقية وعلاقتها بالولاء التنظيمي لدى المدراء الثانويات
وقد تناول الباحث جوانب الدراسة وفق جانبين، نظري وآخر ميداني،حيث إحتوى الجانب النظري على فصل أول يحتوي على إشكالية الدراسة، والفرضيات ثم الأهمية والأهداف وصولاً إلى المصطلحات الإجرائية لمتغيرات الدراسة ثم الدراسات السابقة. أما الفصل الثاني خصص للحديث عن متغير القيادة الأخلاقية بدءاً بالتمهيد ثم التطرق إلى مفهوم القيادة الأخلاقية، ثم مكونات القيادة الأخلاقية ومبادئ القيادة الأخلاقية ثم تطرقنا إلى خصائص القيادة الأخلاقية و مجالات القيادة الأخلاقية وصولاً الى معايير القيادة الأخلاقية و مرتكزات القيادة الأخلاقية ثم أبعاد القيادة الأخلاقية منتهيا بمهام وواجبات القيادة الأخلاقية ثم الخلاصة.
أما الفصل الثالث يختص بمتغير الولاء التنظيمي، بدءاً بالتمهيد ثم ماهية الولاء التنظيمي والمراحل التاريخية لتطوره، ثم العوامل المساعدة والمؤثرة في تنمية الولاء التنظيمي، والعوامل المعيقة له، ثم التطرق إلى أهميته ونظرياته، ثم أنواعه وسمات سلوك أصحاب الولاء، وصولاً إلى إستراتجيات الولاء التنظيمي ثم الخلاصة.
بينما إحتوى الجانب الميداني على فصلين : تطرق الفصل الرابع إلى الإجراءات المنهجية في دراسة الموضوع والذي إحتوى على الدراسة الإستطلاعية وأدوات القياس ومجالات الدراسة، ثم منهج الدراسة والعينة منتهيا بالأساليب المعالجة الإحصائية.
وتناول الفصل الخامس عرض النتائج وتحليلها، ومناقشة النتائج في ضوء الفرضيات، كما وقد تم مناقشتها في ضوء الدراسات السابقة ثم خاتمة الموضوع.