الخلاصة:
حتى وصلت في تتبعي إلى نظرية جعل صاحبها له اسما كبيرا وسط اللسانيين العالميين، وهي "التوليدية التحويلية"
لصاحبها تشومسكي،وما أعجبني في هذه النظرية أا تقارب في بعض خطواا تراثنا النحوي العربي وبالخصوص في
قضية البنية العميقة والسطحية، وقضية الأصل والفرع،وازداد تعجبي لما قرأت مقالة للأستاذ "مازن الوعر" في نقاش له
مع تشومسكي، وأخبره الأخير أنه اطلع هو وأستاذه ودرسا الآجرومية مع بعضهما، فراودني الشك والحيرة إذا ما
كان تشومسكي تأثر بتراثنا النحوي في نظريته اللسانية أم لا؟
هذا ما دفعني إلى اختيار موضوعي هذا، وكان بحثي فيه حول التحويل في النظرية التوليدية التحويلية لرؤيتي بتشابه
الدراستين الغربية والعربية في هذه النقطة، وحاولت تطبيقها على أقدس نص عندنا وهو القرآن، فأرجو من الله
التوفيق.
إن التحويل من بين أهم الركائز التي قامت عليها اللسانيات التوليدية التحويلية وهو : علاقة تربط بين تمثيلين ،تمثيل
أولي مجرد هو البنية العميقة وتمثيل مشتق ائي للبنية السطحية، ولا يقوم إلا على أساس الجمل . وهذه الدراسة تحاول
التعرف على القيم أو الصور التحويلية في التراكيب الإسنادية العربية أي الجمل الاسمية والجمل الفعلية لأن الجمل
العربية تقوم على الإسناد ما بين المبتدأ وخبره (أو ما ينوب عنه )و الفعل وفاعله ومفعوله (أو ما ينوب عنهما)
،وبدراسة النحويين العرب للجملة وجدوا أا لا تبدو على نمط واحد بل تختلف أنماطها فافترضوا لها نمطا وضعوه
أصلا وبقية الأنماط فروع له ،هذا النمط يحتوي على مجموعة من الأصول توضحه وتبينه عن الفروع منها الترتيب
وعدم الزيادة والوصل الإظهار والذكر فإذا غاب أحد هذه الأصول تحولت الجملة إلى فرع.