الخلاصة:
المقدمة:
ينال موضوع الإدارة اهتماماً كبيراً فى المجتمعات المعاصرة ، والدور المهم الذى تقوم به الادارة من أجل أهداف المؤسسات وغايتها ، فالعالم يعيش اليوم عصر الادارة العلمية الحديثة بكافة أبعادها ، ويطلق عليها بعض المفكرين عصر الثورة الإدارية ، فلم يعد هناك مجالً لنجاح أية مؤسسة الا إذا تمت إدارتها على أسس الإدارة العلمية الحديثة .
فنجاح المنظمة فى تحقيق أهدافها ورسالتها مرتبط بالكيفية التى يدير بها القائد، وبالنمط القيادى الذى يمارسه، وبالصفات القيادية الناجحة التى تتمثل فى شخصيته وقدرته على توظيف إمكانياته نحو العمل البناء من أجل بناء علاقات إنسانية إيجابية بين العاملين، وتحسين أداء العمل لديهم وحفزهم على العطاء المستمر، وفى ضوء اهتمام الباحثين والمهتمين بأمر الادارة يصبح التعرف على الأنماط القيادية امراً بالغ الأهمية ، على اعتبار أن النمط القيادى يشكل دوراً كبيراً فى نجاح أو فشل المؤسسات بوجه عام ، والمؤسسات الادارية بوجه خاص .
لقد تبين للإدارة الحديثة بعد دراسة معمقة حول أهمية عناصر الإنتاج وتحديد أولوياتها أن توفر موارد مادية، طبيعية، تقنية، معلوماتية ... لا يمكن أن تصل إلى المصدر الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية المستمرة أن لم يتوفر فيها عنصرين رئيسيين هما موارد بشرية مختارة بدقة ومعدة وفق أسس مهنية وعلمية، وقيادات مؤثرة مطلعة على أنماط وقوانين وأنظمة العمل.
لذلك سعت مدارس الإدارة الحديثة لدراسة العنصر البشري دراسةً أتسع مداها للاستعانة بالعلوم الإنسانية، والنفسية، والاجتماعية بصفته أهم عناصر العملية الإنتاجية من حيث امتلاكه لقدرات عالية ومستمرة من العطاء، وللتراكم المعرفي للخبرات، ولقدراته على الإبداع الفكري وغيرها من الصفات المرتبطة بالتركيبة الوجودية والعقلية للإنسان.
لقد ساهمت هذه الدراسات من خلال مراحل متعاقبة في فتح أفاق المعرفة إمام العنصر البشري من خلال تغيير نمط التفكير السائد آنذاك باستغلال الإنسان كآلة لتأدية الوظائف إلى السعي الجاد لتنمية قدرات الإنسان الفكرية وطلاق ألفرصة أمامه للإبداع والتطوير والابتكار من خلال خلق الشعور بالمسؤولية لديه وفتح أبواب المشاركة والمساهمة فكراً وعملاً في مختلف أنواع المخرجات.
إن ما تتمتع به الموارد البشرية من مميزات وقدرات هي التي تصنع التجدد والنجاح المستمر بمبتكراتها واختراعاتها والياتها المتبعة في إدارة وقيادة العملية الإنتاجية بانسيابية وسلاسة وإتاحة ألفرصة لتلك المخترعات للخروج إلى حيز التنفيذ.
لذلك لم تكن النجاحات في عالمنا المعاصر وليدتاً للصدفة أو ضرباً من ضروب العفوية ولكن هي تلك العوامل الإنتاجية متحدة تحركها عقول قيادات بارعة في أدارة منظماتها أو مجتمعاتها نحو تحقيق الأهداف الخاصة والعامة.
أن مساهمة القيادات الإدارية في خلق أجواء العمل الجماعي بين العاملين ومختلف الإدارات والفروع، ونشر الوعي التنظيمي الداعي للمشاركة وتناقل الأفكار وإنشاء أنظمة للاتصال بين مختلف المستويات تتميز بالسهولة والأنسابية في حركتها تركت بصمة واضحة في التقدم الحاصل في مختلف المجالات التي نشهدها اليوم.
سعيا منا للإحاطة بجميع جوانب وأساسيات البحث وللإجابة على الإشكالية، فقد قمنا بتقسيم البحث الى خمسة فصول ، وهذا بتخصيص الفصل الأول للإطار العام والذي تناولنا فيه الاشكالية و الفرضية و المقاربات، اما الفصل الثاني فقد كان مخصص لمفهوم القيادة ، الأنواع، المصادر ، و الفصل الثالث تطرقنا الى ادارة الموارد البشرية المفهوم الأهمية الأهداف والوظائف ، أما الفصل الرابع خصص للإجراءات المنهجية كذكر مجتمع وعينة الدراسة، طريقة جمع المعطيات، الأدوات الإحصائية والبرامج المستخدمة في معالجة المعطيات كما تطرقنا لميدان الدراسة بالتعريف ، أما الفصل الخامس فقد خصص لعرض النتائج المتوصل لها ولاختبار الفرضيات ومناقشة النتائج و تحليلها .