Abstract:
المقدمة :
إن خروج المرأة إلى ميدان العمل في العصر الحديث أصبح ظاهرة منتشرة عبر العالم ، هذه الظاهرة تستدعي الانتباه و الاهتمام ، فالمرأة باعتبارها نصف المجتمع و مربية النصف الآخر يعد وضعها الاجتماعي سواء داخل الأسرة أو خارجها ذا أهمية بالغة خاصة في العصر الذي يوصف بأنه عصر المرأة إن التطور الكبير الذي حصل في المجتمعات الحديثة مس بشكل كبير مكانة و وظيفة المرأة بحيث حصلت على قسط وافر من حقوقها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و هذا من خلال استفادتها من فرص التعليم و التكوين ، كما أن التغييرات التي حدثت في البنية الاقتصادية للمجتمعات سمحت للمرأة بالمشاركة بشكل مكثف في الحياة المنتجة في كل القطاعات، مع العلم أن هذه المشاركة قد أثرت في حياة المرأة بنحو عميق ، فبعد أن كانت تقوم بمسؤوليات الأسرة وحدها وجدت نفسها مضطرة للقيام بوظيفتين واحدة على مستوى الأسرة و الأخرى على مستوى المؤسسة.
ولهذا فقد أجريت أبحاث عدة سعت إلى محاولة إيجاد طريقة ناجحة لمساعدتها حتى تتمكن من التوفيق بين حياتها الأسرية و حياتها المهنية.
شهدت هذه الأبحاث تضاربا بين مؤيد لعمل المرأة خارج نطاق الأسرة حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه المؤيد أن عمل المرأة و خاصة الأم العاملة جاء ليقدم للأسرة خدمة هائلة حين تعقدت الأمور المادية.
لكن أبحاث أصحاب الرأي المخالف سخطت على الزوجة العاملة، و ترى مشاركتها الواسعة في الحياة الاقتصادية قد أضرت بالأسرة و بالتالي ساءت للعلاقات الأسرية.
هذا بالنسبة للمرأة في العالم الغربي، أما في الجزائر و التي تعد من بلدان العالم المتخلف اقتصاديا و الذي يتميز بضعف مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للأمة رغم الآفاق الواعدة فإن الوضع يحتاج للدارسة وفقا لظروفها الخاصة، فكل مجتمع له خصائصه الذاتية و طريقته في علاج مشكلاته وفقا لظروفه الخاصة في تحقيق طموح أفراده المختلفة، و على هذا الأساس كانت دراستنا هذه التي حاولنا من خلالها التركيز على قضية خروج الزوجة للعمل و أثر ذلك على العلاقات الأسرية مع محاولة معرفة دور الأسرة في مساعدة الزوجة لتخطي مشكلة التضارب بين العمل الخارجي و العمل داخل فضاء الأسرة.
وقد تناولت الدراسة إطار نظري و اطار تطبيقي الإطار النظري احتوى الفصل الاول تطرقنا إلى إشكالية الموضوع ثم إلى فرضياته والأسباب التي دفعت بنا إلى اختياره والأهداف المرجوة من القيام به كما تعرضنا إلى المفاهيم الإجرائية لمتغيرات الدراسة كما تعرضنا إلى عدة دراسات سابقة حول موضوع عمل المرأة عربية أو أجنبية.
أما الإطار التطبيقي فتضمن الفصل الثاني جانب منهجي أين تطرقنا إلى ذكر نوع المنهج مع إجراءاته ونتائجه ثم وصف عينة هذه الدراسة ومكان إجرائه وذلك بذكر مجالات البحث كما تضمن الإطار التطبيقي جانب ميداني تم عرض فيه نتائج الدراسة التعليق على هذه النتائج بالإضافة إلى مناقشتها على ضوء فرضيات البحث لنصل في الأخير إلى تعليق العام حول النتائج وختمنا بحثنا هذا بتوصيات خاصة برعاية المرأة العاملة حتى تتمكن من القيام بكلى الدورين الأسري والمهني