الاتصال و دوره في تحسين أداء المؤسسة الاقتصادية الجزائرية

Abstract

إن وجود الإنسان في محيط اجتماعي يحثه على الاحتكاك والتواصل والتفاعل بشكل دائم ومستمر مع كل الفئات تفاعلا تبادليا بواسطة التواصل وتبادل الآ ا رء والأفكار والاتجاهات وذلك في شكل تعاملات أو أشكال رمزية مستمدة من الثقافة و العادات والتقاليد التي يرتبط بها الفرد أو يتعلمها من خلال الخبرة الشخصية . وبما أن المؤسسة هي عبارة عن هيئة متكونة من مجموعة معينة ، فالاتصال يمثل الوسيلة التي ترسم التبادل الفعال سواء داخل المؤسسة أو الجماهير المحيط بها ، ولكي تؤدي رسالتها و تكتسب تأييده ومساندته لها و إقباله على منتوجاتها أو خدماتها ، مما يشجع المؤسسة سواء كانت اقتصادية أو خدماتية على مواصلة تحقيق أهدافها والقيام بمشاريعها . ولقد عدمت الدول المتطورة إلى إعطاء الأهمية الكبرى لهذه التفاعلية داخل مؤسساتها الاقتصادية من حيث الدقة في اختيار الموضوع أو مضمون الرسالة إلى جانب اختيار الوسيلة المناسبة لذلك إضافة إلى ذلك التركيز على مرور ال رسالة ووصولها دون تعرضها إلى تحريف ، أو إعاقة من طرف المرسل أو المستقبل . وقد أكد العديد من الباحثين على الدور الذي يلعبه المورد البشري في العملية الإدارية كما ونوعا إلى حد كبير ، لأنه العنصر الوحيد الذي يمتاز بالمرونة والتفهم عن باقي عوامل الإدارة في المؤسسة ، ولكي نعلم ما يحتاجه هذا المورد البشري وفي سبيل تحقيق أهدف المؤسسة الاقتصادية تعتمد هذه الأخيرة إلى إنشاء وتفعيل شبكة اتصالية تسمح بمشاركة كل الأعضاء في العمل وتسيير المؤسسة. مقدمة ب ومن هنا وجب إيجاد شبكة أو عملية اتصالية منظمة ومتطورة تسمح بتحسين نوعية التسيير وجمع المعلومات العامة لتحقيق وتأكيد القدرة على حل المشاكل ، ما ينعكس إيجابا على تحقيق ال ا رحة النفسية لدى العمال وشعورهم بالرضا عن عملهم والأعمال التي يقومون بها والزيادة من إحساسهم بالاطمئنان والانتماء إلى مؤسستهم وبالتالي تثبيت العلاقات والشبكات الاتصالية داخل وخارج هذه المؤسسات ، وهذا ما ينطبق عليه نظام التسيير الاشت ا ركي للمؤسسات الج ا زئرية سنة 1971 حيث جاء فيه ضرورة مشاركة العمال إلى جانب المسيرين في عملية التنظيم. ولقد حاولنا في د ا رستنا هاته تسليط الضوء على أهمية الاتصال بالنسبة للمؤسسة الاقتصادية الج ا زئرية بين العمال وبينهم وبين الإدارة . وتنقسم هذه الد ا رسة إلى قسمين : القسم الأول : ) الجانب النظري ( والذي يحتوى على ثلاثة فصول بدءا ب : الفصل الأول : حيث تم التطرق إلى كل من الإشكالية ، الفرضيات وأسباب اختيارنا لهذا الموضوع وأهدافه إضافة إلى الصعوبات التي واجهتنا ، وتحديد بعض المفاهيم التي تطرقنا إليها في الدارسة ، كما تطرقنا للمقاربة السوسيولوجية و الدارسات السابقة لمثل هذا الموضوع . الفصل الثاني : ويشمل مفهوم الاتصال وأنواعه ) الرسمي و الغير الرسمي ( إضافة إلى شبكاته ، بعدها تطرقنا إلى وسائل الاتصال داخل المؤسسة لننتقل بعد ذلك إلى أهم المعوقات التي تقف في وجه السير الحسن للاتصال ، ثم شروط الاتصال الفعال . مقدمة ج الفصل الثالث : في هذا الفصل تم التطرق إلى مفهوم المؤسسة الاقتصادية وخصائصها ووظائفها وأهدافها لننتقل بعد ذلك إلى المؤسسة الاقتصادية الج ا زئرية بداء بم ا رحل تسييرها الاشت ا ركية و ال أ رسمالية ، يلي بعد ذلك نظرة على عملية الاتصال داخل المؤسسة الج ا زئرية من خلال الجو العام داخلها ، إضافة إلى التحسن الملحوظ للاتصال فيها . القسم الثاني : فقد احتوى على الجانب التطبيقي والذي ينقسم إلى فصلين ) الفصل ال ا ربع ( ويتضمن كل من مجالات الدارسة الزماني والمكاني ، ثم العينة وطريقة اختيارها إضافة إلى المناهج المستعملة في الدارسة وكذلك التقنيات المتبعة . ) الفصل الخامس ( حيث تم عرض وتحليل جداول فرضيات الدارسة إضافة إلى نتائج كل من الفرضية الأولى والثانية إلى جانب عرض الاستنتاج العام لد ا رسة.