Abstract:
يعتبر مفهوم الدمج من المفاهيم التي تشكل اهتماما كبيرا لدى جميع العاملين والمهتمين في حقل ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ،فهؤلاءيحتاجون إلى شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج التربوي حتى يتسنى له العيش في الحياة المدرسية والحياة العامة.
وبرجوعنا للواقع نلاحظ أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون تهميشا ملحوظا ، سواء من خلال ضعف بنية الاستقبال الخاصة بهم ،أو من حيث ندرة الأطر التربوية المؤهلة والمتخصصة للاستجابة لحاجياتهم أو من حيث ضعف الدعم الذي يقدم لجمعيات المجتمع المدني للممارسة في هذا المجال، ولهذا وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص وحق النجاح للجميع ، فإنه لم يعد إغفال حق تمدرس الأطفال ذوي الحاجات الخاصة مقبولا ، وفي الحالة هذه يجب العمل كل من في موقعه على تطبيق مقتضيات الدستور في ما يتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة ونصوص اتفاقيات حقوق الطفل مع العمل على إدماجهم وضمان فرص لهم في المدرسة والمجتمع .
ولا شك أن تأهيل هذه الشريحة من المجتمع يتطلب إمكانيات مادية هائلة قد لا تتوفر لكثير من المجتمعات وخاصة النامية منها وصعوبة تحديد مقاييس مقننة تقيس قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة سواء نفسيا لتقبل الإعاقة والتعايش معها أو اجتماعيا أو على مستوى الدمج المهني .
و مع وجود فروقا فردية، قد تكون مبررا قويا لعزل الأطفال المعاقين في المدارس لأن الهدف من الإدماج أساسا هو العمل على تقليل هذه الفروق، ومن ثم فهناك ضرورة لإجراء الدمج من أجل تحقيق التقدم لذوي الاحتياجات الخاصة، هذا التقدم المرغوب فيه لا يزال في الواقع محدودا بسبب عدم تعزيزه بالمتابعة و المرافقة النفسية والبيداغوجية و هذا سبب من الأسباب الرئيسية التي لا تتيح الفرصة للأطفال المعاقين تحدي إعاقتهم، فنجدهم يستبعدون احيانا من قبل بعض المعلمين أو لعدم تلاؤم المدرسة و حاجياتهم وهذا بطبيعة الحال لا يعد فشلا للطفل المعاق بقدر ما هو فشل للمدرسة و المجتمع الجزائري .
و قد أردنا من دراسة هذا الموضوع التعرف على اتجاهات المعلمين نحو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادية إيجابا أو سلبا، وما مدى تأثر هذه الاتجاهات بمتغيرات الجنس والمؤهل العلمي والتخصص الدراسي إضافة إلى سنوات الخبرة .
ولتحقيق ذلك تم تقسيم هذه الدراسة إلى خلفيتين معرفيتين، الأولى نظرية و تم تقسيمها إلى فصلين، حيث يتناول الفصل الأول " الاتجاهات النفسية "، و تم فيه التطرق إلى: مفهوم الاتجاهات، و بعض المفاهيم المرتبطة بها، خصائصها، تكوين الاتجاهات، اكتساب الاتجاهات، نظريات الاتجاهات، وظائف الاتجاهات، تغيير و تعديل الاتجاهات، و أخيرا طرق قياس الاتجاهات.
ويتضمن الفصل الثاني " المعلمين ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتناولنا فيه:
تعريف المعلمين واعدادهم، وذوي الاحتياجات الخاصة من حيث( التعريف والخصائص والتصنيف) ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة الجزائرية وهذا من وجهة نظر تشريعية وتربوية.
أما الخلفية المعرفية التطبيقية فشملت فصلين، وتم التطرق في الفصل الأول إلى منهجية البحث، أما الفصل الثاني فشمل عرض وتحليلو مناقشة النتائج المتحصل عليها، وأخيرا فإن هذه الدراسة تتضمن خاتمة، واقتراحات وتوصيات، كما تحوي جملة من المصادر والمراجع التي استعنا بها في هذه الدراسة.