Abstract:
ان احداث 11 سبتمبر 2001 سجلت فاصل لكل ما سبق على صعيد الفكر الاستراتيجي الامريكي و على
العالم اجمع ,فما حدث في الولايات المتحدة الامريكية كان بمثابة زوبعة اعادت خلط المفاهيم وغيرت كل
المعادلات الدولية فقد تمكنت امريكا كن جعل هدف مكافحة الارهاب باعتباره هدفها الامني الرئيسي بعد
المساس بامنها القومي محركا للاحداث والسياسات العالمية وفي الوقت ذاته مبرر لكل سياساتها وتحركاتها
,كاستراتيجية شاملة هدفها ابقاء الولايات المتحدة الامريكية القطب الاكثر فاعلية في النظام الدولي فهذ التغير
الذي طرا على استراتيجيتها كان نتيجة للتغير الحاصل في البيئة الامنية التي اعقبت هذه الاحداث والتي بدورها
افرزت نمط جديدا من تهديدات تتميز بامتدادها العابر للقارات وسرعة انتشارها ما انعكس على مضمون الامن
العالمي .فسابقا حصر التهديد الامني في الخطر العسكري الا انه وفي ظل هذه التحولات اتسعت دائرة التهديدات
الامنية لتشمل ابعاد اقتصادية , اجتماعية , ثقافية وحتى فكرية وكون هذه الظواهر لا تعترف بالحدود )الهجرة
الغيرشرعية ,الارهاب ( اصبحت معالجتها قضية دولية تتطلب التنسيق بين اعضاء المجتمع الدولي ,و في هذا
السياق برزت منطقة المتوسط والتي كما وصفها برونتوان brountwan القارة السائلة ذات الحدود الجامدة و
السكان المتحركين ماجعلها احدى المجالات الجيوستراتيجية الاكثر حساسية في العلاقات الدولية كما انها منطقة
امتازات بالصراعات و الحروب و التنافس لاسيما )الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوروبي( ,خصوصا ان
هذ الاخير الذي اعتبر ان مصدر التهديدات جنوب المتوسط وذلك للقرب الجغرافي و هشاشة النظم السياسية بها
ما جعلها مصدرا قويا لمختلف هذه التهديدات لاسيما الامنية بعد احداث 11 سبتمبر