Abstract:
تعتبر عملية التخطيط أساس كل عمل مهما كان حجمه، ذلك أن الإنسان لا يفلح في القيام بأبسط الأعمال دون تخطيط مسبق له، فهو كمنهج يتبعه الفرد في حياته، حيث يتخذ إجراءات في الحاضر لجني ثمار مستهدفة في المستقبل، ونجد الدين الإسلامي كان سباقا في التأكيد على أهمية التخطيط المحكم ومكانته في تدبير شؤون الأفراد، وعلى ضرورة أن يتحمل الإنسان مسؤوليته، على كل ما يقوم به من أعمال وأن يكون دائم التفكير في ذلك اليوم مصداقا لقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون » الحشر- 18.
والتخطيط الدراسي هو منهج التلميذ خلال مساره الدراسي والذي سيقوده إلى التطور والتفوق الدراسي، فتفوق التلميذ قد يرجع إلى الخصائص التي يرثها الفرد وتميزه عن غيره وقد يعود لأسباب أسرية واجتماعية وقد تعود إلى أسباب ذاتية: فالمنهج الذي يتبعه التلميذ في حياته الدراسية، انطلاقا من تحديده للأهداف التي يرمي إليها، وتنظيمه الذاتي وحسن استغلال وقته وصولا إلى مذاكرة فعالة ومجدية، هو الذي سيحدد تفوقه من عدمه وهذا ما استوجب النظر في علاقة التخطيط الدراسي بالتفوق الدراسي، وللبحث في ذلك قسمت الدراسة الحالية إلى جانبين، جانب نظري، وجانب تطبيقي:
*الجانب النظري: يتكون من أربعة فصول:
الفصل الأول: يختص بالإطار النظري العام للبحث، حيث يتناول إشكالية البحث و الفرضيات و يوضح أهمية الدراسة و أهدافها كما يحدد مفاهيم الدراسة الأساسية لغة اصطلاحا وإجرائيا.
الفصل الثاني : يتكون من الدراسات التي تناولت التفوق الدراسي وكذلك الدراسات التي تناولت التخطيط لكل من المدير والمدرس ،والدراسات التي تناولت أحد أبعاد التخطيط الدراسي. ثم انهينا الفصل بذكر ميزات الدراسة الحالية.
الفصل الثالث: تم التطرق فيه إلى مفهوم التخطيط الدراسي والمفاهيم المجاورة له، وكذا خصائصه، ومبادئه، وأهميته، وكذلك مراحله، وفوائده، ثم أنهينا الفصل بخلاصة.
الفصل الرابع: تضمن الفصل التفوق الدراسي، مفاهيم مرتبطة به وتعريفه وخصائص التلاميذ المتفوقين، وكذا أهمية تحديد خصائصهم ومشاكلهم وكذا أساليب رعايتهم، ثم أنهينا الفصل بخلاصة.
*الجانب التطبيقي: خصص للدراسة الميدانية و ينقسم إلى فصلين:
الفصل الخامس: تضمن المنهج المستخدم في الدراسة و تحديد مجتمع الدراسة و أفراد العينة وطريقة اختيارها وتحديد حجمها، ثم فصلنا في الدراسة الاستطلاعية من خلال تحديد أهدافها المتمثلة في بناء أدوات الدراسة، وهي مقياس التخطيط الدراسي، والمتمثلة أبعاده في (الأهداف، التنظيم الذاتي، إدارة الوقت، المذاكرة )،انطلاقا من الاطلاع على البحوث و الدراسات التي تناولت الموضوع ثم تحليل الخاصية إلى وقائع سلوكية و من ثم تقسيم الخاصية إلى أبعاد فرعية مرورا بدراسته السيكومترية وصولا إلى تقنين المقاييس على عينة الدراسة، والتأكد من فهم الطلبة لمختلف جوانب المقاييس من (صياغة البنود صياغة التعليمة، مستويات الإجابة، ظروف التطبيق، طريقة التطبيق،....) بالإضافة إلى فهمهم لأهداف الدراسة واستعدادهم ورضاهم عن إجراءات التطبيق، وكذلك التعرف على الظروف الملائمة التي سيتم فيها إجراء البحث كالزمان والمكان المناسبين للتطبيق وطريقة التطبيق (فردية أو جماعية) والتأكد من وضوح لغة المقاييس، ثم قمنا بوصف أدوات البحث وكذا كيفية جمع البيانات و شرح التقنيات الإحصائية المستخدمة.
الفصل السادس: خصصنا الفصل لعرض نتائج الدراسة ومناقشتها وتحليلها استنادا إلى نتائج الدراسات السابقة من خلال المعالجة الإحصائية لفرضيات الدراسة ومقارنتها بنتائج الدراسات السابقة واستخلاص ما يمكن أن تقدمه الدراسة الحالية.
ثم أنهينا الدراسة بخاتمة متبوعةً بصعوبات البحث التي اعترضتنا والاقتراحات التي استخلصنا ها من نتائج دراستنا، كما أرفقنا الدراسة بالمصادر و المراجع المستخدمة والملاحق المتمثلة في قائمة المحكمين،استمارة التحكيم، استمارة المقياس في صورته الأولية ،استمارة المقياس في صورته النهائية، ونتائج المعالجة الإحصائية بـ (SPSS) وكذا رخص البحث الميداني الخاصة بمجتمع الدراسة.