Abstract:
الملخص :
على ضوء الواقع الدولي الحالي و المتميز بكثرة النزاعات ، و ما تفرزه من تحديات إنسانية وأمنية محلية و دولية ، ترتب على المجتمع الدولي ، ممثلا في هيئة الأمم المتحدة من خلال الوسطاء الأمميين و بعثات السلام إلى جانب المساعدات الإنسانية للفئات المحرومة لضحايا النزاعات و التوترات الداخلية ، إلى أن فعالية تلك الجهود تبقى محل جدل ميدانيا . فإذا كانت أهم المقاصد الأساسية لهيئة الأمم المتحدة قائمة على حفظ السلام و الأمن الدوليين، حسب المادة الأولى من الميثاق إلى أن النزاعات بصفة عامة تعقد من مهامها في تحقيق ذلك بشكل فعال ، نظرا لاصطدامها بعقبات غير تقليدية تتصل بطبيعة الأطراف المتنازعة بحكم الصفة فهي جماعات لا تخضع للقوانين الدولية و لا تقع تحت سيطرة دولها التي تنتمي إليها ، إلى جانب الطابع المحلي لتلك المنازعات الأمر الذي يصعب من مهام التدخل الأممي و البعثات الأممية لاصطدامه بإشكالية السيادة .
و من خلال هذه الدراسة ظهر لنا القصور الكبير في العمل الميداني لعمليات البعثات الأممية مثل بعثة المينورسو، وقد أثر ذلك على نتائج مستوى الأداء الميداني للأمم المتحدة عدة عوامل أهمها التغير في طبيعة النزاعات في فترة مابعد الحرب الباردة الذي أثر على مستوى فعالية الأداء الميداني لهيئة الأمم المتحدة في تدخلاتها لفض النزاعات الداخلية منها بالخصوص .كما أن هيمنة الدول الكبرى على القرار داخل هيئة الأمم المتحدة أوجد نوعا من عدم التوافق بين أعضاء المجتمع الدولي في تحمل المسؤوليات داخل المنظمة بالشكل الذي يؤثر سلبا على تفعيل دورها في حل النزاعات .و كذلك جمود الإطار التنظيمي و القانوني للمنظمة من شأنه أن يحد من قدرتها على مواكبة التغيرات الطارئة على المستوى الدولي ، و هو مايضفي نوعا من المصداقية على الأصوات الداعية إلى إعادة النظر في التصميم المؤسساتي للأمم المتحدة. كما أن محدودية الإمكانات المادية و البشرية التي تتوفر عليها الأمم المتحدة عطل جهودها في تجاوز مرحلة حفظ السلام إلى مرحلة بناء السلام خاصة في تلك النزاعات التي تتصل بإحدى القوى الكبرى كأطراف فاعلة فيها .
