Abstract:
ختاما لما سبق من خلال دراستنا لموضوع تجليات الحجاج في النص القرآني سورة الانبياء انموذجانتوصل لخلاصة مفادها أن مفهوم الحجاج هو تقديم الحجج والادلة والبراهين لاقناع المخاطب واستمالته والأثير فيه وأن أهم شيء يقوم عليه الحجاج هو تقديم الأطروحات التي تحث العقول على التدبر في القضايا المقدمة بغية بناء الرأي الصحيح فهو يمثل قوة تدفع المخاطب الى التفكر والتأمل من أجل الحصول على الاقرار بحقيقة معينة فالخطاب الحجاجي خطاب لا يمارس العنف وفيه يأخذ المخاطب دورا ايجابيا بالاعتماد على الحوار كما شهد الدرس الحجاجي ازدهارا في الفترة اليونانية السوفسطائيونارسطجو أفلاطون )فاحتضن في الجدل والمنطق والبلاغة وظهرت معارفه مع اعلام الفكر اليوناني كما ظاهر الحجاج في التراث العربي مرادفا للجدل فالحجاج متنوع ومختلف عند العرب القدامى فهناك من عرفه بفن الاقناع والتأثير أما المحدثون هناك من عرفه بالخطاب الاقناعي ولقد ظهرت اشكال الحجاج في القرآن الكريم بطرق مختلفة (كالحوار الجدل المناظرة ) وجاءت لاقناع المنطقي والتأثير فيه وتذكر الروابط الحجاجية مهمة في أي خطاب وتزيد أهميتها بشكل كبير في الخطاب القرآني لما تؤديه من دور فعال فلقد شكلت موقعا بارزا في العملية الحجاجية فضلا عن اثرها في الترابط والانسجام اذ ترد في الخطاب الحجاجي من الحجج بعضها مع بعض بالتتابع التي توفرها ، بما يؤدي الى تماسك الحججواقناع المخاطب بها من يلغي حججه بطريقة متسلسلة فالروابط الحجاجية متنوعة في النص القرآني وتساعد على عقد العلاقات بين الحجج والنتائج .
ويعد الحجاج ضرورة حتمية وآلية لابد منها في جميع مجالات الحياة (اعلام سياسة دعاية سيكولوجة ...) اذ لا غنى عنه ولا مفر منه في طرائق الاقناع التي يسلكها المتكلم فالحجاج يمثل قوة تدفع المخاطب الى التفكير والتأمل من أجل الحصول على الاقرار بحقيقة معينة وتعددت الاساليب والآليات الحجاجية في النص القرآني بين ماهو بلاغي (استعارة كناية تشبيه تمثيل) وبين ما هو لغوي ومنطقي (روابط حجاجية وعوامل ، سلم حجاجي) فهذه الآليات هي التي تكسب النص درجة عالية من الاقناع في المتلقي ، ولقد اشتملت سورة الانبياء على وسائل عدة من صور الاقناع والتأثير فجاءت قصص الانبياء فيها كوسيلة للتمثيل بقصد الاقناع في المتلقي (قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ابراهيم عليه السلام، لوط ،سليمان ، هود، ..) كما اشتملت على صور من حجاج الانبياء مع اقوامهم ، حجاج سيد المرسلين وسيدنا ابراهيم ، تعددت الروابط والعوامل الحجاجية واختلفت في السورة الكريمة ، وهذا راجع للدور الفعال الذي تلعبه في انسجام الخطاب البحجاجي من ناحية ، وتوجيه الخطاب الققرآني وجهة قوية من ناحية اخرى.