الخلاصة:
يقال بالمثابرة و العمل الجاد يحقق الإنسان دائمًا نتائج سليمة ، فأدعوا الله شاكرة ًعلى نعمة العلم أن أُوفَّق في عملي المتواضع و بلوغ غاية يرضاها الله و عباده .
و من بين النتائج التي توصلت إليها خلال هذا العرض البسيط ما يلي :
- من خلال الأزمة الفكرية العربيَّة حدث " صدام حداثي " غربي للعرب ، جعلهم يبحثون عن أسباب تخلُّفهم و ركودهم الحضاري ، فأصبح كلٌّ ينادي بتوجههِ الإيديولوجي ، فهناك من يرى أنَّ التَّقدم و التَّطور كامن في ثقافتنا الأصيلة العربيَّة - هنا تقدم العرب بما انتهجه سلف الأمَّة – .
و هناك من جعل من العلمانية اتجاهًا رائدًا لتَّقدم و تطور العرب كون أن هاته الأخيرة متفسح المجال ليصبح العرب متمتعون بمشاريع دنيوية حرَّة تجعل منهم في سير و استمرارية ، و لتحقيق مشروع فكري نهضوي بالنسبة لأصحاب النزعة القومية فهم يرون أن تقدم الأمة سيكون في وحدتها العربيَّة و نزعتها الوطنيَّة .
- على الرغم من محاولة الفكر العربي في الحقبة الحديثة من تحقيق نهضة فكريَّة عربيَّة شاملة ، إلَّا أنَّها بائت بالفشل ممَّا جعلها تطرحُ من جديد في الفترة المعاصرة ، فالفكر المعاصر تطرق لعدة قضايا و مشكلات طرحت و لا زالت تطرح على غرارها مشكلة الأصالة و المعاصرة ، قضيَّة التقليد و التجديد بحثًا عن حل ، فأصبحت قضايا الدخول إلى باب الحداثة تختلف من مفكر لآخر ، فمنهم من يرى أن نأخذ بحداثة الغرب و ما تزخُر به من قيم لتحقيق حضارة نتباهى بها بين الأمم ، و هناك من كان ذا توجه إسلامي و رأى أنَّه لا بدَّ من جعل الحداثة تتمتع بالروح الإسلامية ، ليصبح العالم العربي متحضِّرًا و متأصلًا في آن واحد .
- أما بالنسبة لأصحاب التّوجه النَّقدي فاختلفت الرؤى و تعدَّدت من مفكر لآخر فمنهم من أخذ بضرورة القطيعة مع الموروث العربي و الأخذ من الحداثة الغربية للدخول إلى باب الحضارة من جديد ، و منهم من عمل على نقد الحداثة الغربية بالسلب ، و أكدَّ على ضرورة تأسيس حداثة إسلامية كما فعل " الدكتور طه عبد الرحمان " و ذلك من أجل القضاء على الركود الفكري ، أمَّا في ما يخص قبول و رفض التَّبعية للوافد الغربي فهناك من دعا بضرورة القطيعة التَّامة و عدم إدخال أي فكر دخيل مثل : التيار السلفي ، و هناك من رأى في تبني الحداثة تحقيق النهضة العربيَّة و التَّقدم الفكري ، أمَّا بالنسبة لموقف التيار التوفيقي فاتخذوا موقفا وسطا و ذلك بالمحافظة على الأصالة و التراث العربي ، و في آن آخر اتباع الغرب و الأخذ منه ما يتناسب مع قيّم حضارتنا .
و ختامًا يمكنني القول أنًّه مهما تعدًّدت الآراء و اختلفت التّوجهات حول مسألة الفكر العربي و مآلاته إلا أن العرب لم و لن يتقدموا و يتطوروا ، و لن تكون هناك نهضة عربيَّة ، و ستبقى هاته الإشكاليات قائمة ما دام العقل البشري في تفكير دائم و مستمر حول البحث عن حلول لتبني الحداثة الغربية من أجل الدخول إلى باب الحضارة من جديد ، في مقابل أنَّ الغرب أشبه ما نقول بأنَّها تخلَّصت من مفهوم الحداثة و أصبح مصطلحا آخر يتوافد في الأذهان الغربيَّة ألا و هو – ما بعد الحداثة