الخلاصة:
إن حاضر ومستقبل أي امة مرتبط بتاريخها وماضيها وبكل ما يحمله من ايجابيات وسلبيات باعتباره جزء منها تفسر من خلاله مختلف الظواهر الاجتماعية والثقافية التي نعيشها فهو نتاج تراكمات سابقة وتجارب قد عرفتها الأجيال المتعاقبة وقد نجد فيها جوابا لكثير من معيقات مسيرتها العلمية والثقافية خاصة إذا تعلق الأمر بأخبار حياة السابقين والتي لا تزال على رأس الدراسات والموضوعات الأكثر تشويقا وجاذبية لكل الباحثين كما يمكن التعرف على ما صادفهم في حياتهم من مشكلات ومعضلات وكيفية التعامل معها ومهما تباعدت الأزمنة فان التطرق لدراسة تلك الأحداث لا يثير الممل لدى السماع والباحثين
إن دراسة تاريخ الجزائر وماضيها من أولويات البحث والدراسة العلمية التي نحن بأشد الحاجة إليها بسبب حملة التشويه التي طالت عبر عقود عديدة خاصة من قبل الدراسات الفرنسية الاستعمارية بالإضافة إلى الإهمال الذي تسبب فيه وللأسف أبناء هذه الأمة في مجاراة تلك الدراسات واتخاذها مرجعية تاريخية لكل أعمالهم العلمية التي يقومن بها أو تقصير في الغوص في التراث الثقافي للجزائر من خلال قلة عمليات التنقيب في مخطوطات علماء الجزائر المتواجدة في المكتبات العامة والخاصة وفي الزوايا المنتشرة عبر التراب الوطني للعديد من المواضيع منها الوضع الصحي في الجزائر في اوخر العهد العثماني وبداية الاحتلال الفرنسي
عرفت البلاد العديد من الآفات والكوارث الطبيعية التي ادت إلى انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة التي ياثقلت كاهل الجزائريين وهناك العديد من الأمراض التي طال انتشارها كما أنها مست كل الفئات دون استثناء
وكان لعدم اهتمام العثمانيين بالحالة الصحية للجزائريين اثر في ذلك كما كان لافتقار المراكز الاستشفائية وعدم مسايرة التطور العلمي دور في تأزم الأوضاع الصحية بالجزائر