دور الحركة السنوسية في تحرير ليبيا

Abstract

تعتبر ليبيا مف األقطار العربية التي تعاقبت عمييا عدة شعكب كالفينيقييف كاليكناف كالركماف. كقد فتحيا العرب فأصبحت جزءا مف الدكلة اإلسالمية ثـ ضميا العثمانيكف إلى إمبراطكريتيـ كاستمرت متمتعة باالستقالؿ الذاتي كخاصة أثناء عيد األسرة القرمنمية. كلكف بدايات القرف التاسع عشر تمثؿ أىـ فترات في تاريخ ليبيا، حيث اشتد فييا ظيكر حركة إصالحية مف جية كاشتدت فييا أطماع االحتالؿ مف جية أخرل، كتتمثؿ ىذه الحركة في الحركة السنكسية التي برزت في الميداف الديني كالتاريخي كالسياسي، حيث كانت تعتمد عمى العقيدة كالتربية في نشر مبادئيا، كقد كاف ليا مشاركات فعالة في الجياد كفي نشر اإلسالـ، كجمب الدعـ ليا مف خالؿ عالقاتيا في الداخؿ كالخارج كبذلؾ تعد الحركة السنكسية في طميعة الحركات التي تعرضت لالحتالؿ األجنبي خاصة االحتالؿ اإليطالي لميبيا سنة 1911 تحت لكاء العمؿ الديني البحت كنشر اإلسالـ. سالميا يتناقض تماـ فكانت الحركة السنكسية تكجو الشعب الميبي تكجييا عربيا كا التناقض مع السياسة االستعمارية كتكجييو. كليذا سنخصص ىذه الدراسة لمكضكع دكر الحركة السنكسية في تحرير ليبيا كقد تـ اختيارنا لممكضكع بدكافع ذاتية كأخرل مكضكعية، فالذاتية تمثمت في االىتماـ بالجانب الديني لمحركة باإلضافة إلى ككف المكضكع يمثؿ قضية كطنية ىامة في التاريخ الميبي خاصة كالعربي عامة، أما الدكافع المكضكعية فتمثمت في تكضيح ما ارتكزت عميو الحركة السنكسية مف خالؿ الجياد الديني كمف خالؿ الجياد السياسي كذلؾ لتتبع حيثيات ىذه الحركة عمى الساحة الميبية، كما حققتو مف نجاحات أكصمتيا إلى تحرير ليبيا باإلضافة إلى إث ارء المكتبة الجامعية بالمزيد مف الكتابات التاريخية التي تعاني إىماالن كاضحان. مقدمة ب أما أىمية المكضكع فتتمثؿ في: إبراز أىداؼ الحركة السنكسية في نشر اإلسالـ بجميع أفاقيا الدينية كالسياسية كمف جية إبراز مدل تحمؿ الشعب الميبي ألساليب االستعمار اإليطالي التي استعممت في حقو، ككيؼ تمكف مف دحر منظكمة استعمارية عسكرية كسياسية كاقتصادية كاجتماعية )استيطانية( كحتى ثقافية كبناءا عمى ما سبؽ عممنا عمى معالجة المكضكع انطالقا مف تحديد اإلشكالية التالية: كيؼ كاجو الميبيكف في ظؿ الحركة السنكسية احتالؿ اإليطالييف؟ ىؿ المقاكمة كانت عسكرية فقط؟ ىؿ ساىمت أطراؼ أخرل مع الحركة السنكسية في الجياد؟ مف ىـ رمكز كزعماء الحركة السنكسية؟ اعتمدنا عمى العديد مف المصادر في ىذا المكضكع مف بينيا كتاب المنيؿ العذب في تاريخ طرابمس الغرب لممؤلؼ أحمد بؾ األنصارم الذم يعد مف كبار الكتاب، حيث يتناكؿ في كتابو كضع ليبيا خالؿ العيد العثماني، باإلضافة إلى كتاب الطاىر أحمد الزاكم جياد األبطاؿ في طرابمس الغرب الذم كاف مف المجاىديف في كقائع الحرب الميبية اإليطالية بسيفو كقممو حيث يتطرؽ إلى تحميؿ كصؼ المعارؾ الميبية خاصة التي خاضيا عمر المختار، ككذلؾ كتاب كثائؽ جمعية عمر المختار لممؤلؼ محمد بشير المغيربي كىك مجاىد ليبي شارؾ في الثكرة الميبية، يتناكؿ في كتابو النضاؿ السياسي في ليبيا ككتاب معجـ معارؾ الجياد لخميفة التميسي الذم يتناكؿ المعارؾ الميبية. مقدمة ج كلإلجابة عمى اإلشكالية المطركحة قسـ العمؿ إلى أربعة فصكؿ، األكؿ بعنكاف ميالد الحركة السنكسية كتناكلنا فيو ترجمة لمشيخ المؤسس محمد بف عمي السنكسي كالتعريؼ بالحركة السنكسية، ثـ انتشارىا داخؿ ليبيا كخارجيا كعالقاتيا الخارجية. أما الفصؿ الثاني فقد خصصناه لمظركؼ المحيطة باالحتالؿ اإليطالي عمى ليبيا، حيث تعرضنا إلى أكضاع ليبيا أثناء الحكـ العثماني، ثـ انتقمنا إلى االنتفاضات الدكلية مف أجؿ االحتالؿ كبداية التغمغؿ، ثـ ذكرنا دكافع االحتالؿ كردكد الفعؿ الدكلية. أما الفصؿ الثالث فقد تناكلنا فيو الجياد الميبي خالؿ الحرب العالمية األكلى، حيث ركزنا عمى مرحمة قيادة أحمد الشريؼ السنكسي، ثـ انتقمنا إلى الجياد بزعامة عمر المختار أما في الفصؿ الرابع فقد تطرقنا لتطكر الحركة السنكسية مف حركة جيادية مسمحة إلى حركة سياسية، فتطرقنا إلى نقطتيف أساسيتيف األكلى تتعمؽ بالنضاؿ السياسي في الخارج، كالنقطة الثانية تناكلنا فييا النضاؿ السياسي في الداخؿ كصكال إلى مساىمة الحركة السنكسية في تككيف المممكة الميبية سنة 1951ـ في آخر الفصؿ كصمنا إلى دراسة كتقييـ لمحركة السنكسية كذلؾ لما حققتو مف نجاحات ككذلؾ ما كجو إلييا مف انتقادات خالؿ نضاليا ضد االحتالؿ اإليطالي كلقد حاكلنا خالؿ إعدادنا ليذا المكضكع الجمع بيف المنيج التاريخي الكصفي مف أجؿ سرد أىـ المحطات التي عرفتيا الحر كة السنكسية في ليبيا ككصؼ أىـ المعارؾ الميبية ضد االيطالييف، كما اعتمدنا عمى المنيج التحميمي الذم استفدنا منو في المبحث األخير مف الفصؿ الرابع " تقييـ كدراسة الحركة السنكسية". اعتمدنا في مكضكعنا بشكؿ أساسي عمى المصادر متنكعة كاف أكليا كتاب السالالت العشر لمحمد بف عمي السنكسي مؤسس الحركة السنكسية كقد اعتمدنا عمى ىذه النسخة الصادرة عف دار المعارؼ سنة 1386ق/1966ـ كقد استفدنا في الحديث عف مكلد محمد